فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
محقق
محمد حامد الفقي
الناشر
مطبعة السنة المحمدية،القاهرة
رقم الإصدار
السابعة
سنة النشر
١٣٧٧هـ/١٩٥٧م
مكان النشر
مصر
تصانيف
١ في قرة العيون: فيه أن شفاعة الحي لمن سأله الدعاء إنما كانت بدعائه، وبعد الموت قد تعذر ذلك بأمور لا تخفى على من له بصيرة، فمن سأل ميتا أو غائبا فقد سأله ما لا يقدر عليه إلا الله، وكل من سأل أحدا ما لا يقدر عليه إلا الله فقد جعله ندا لله كما كان المشركون كذلك. وقال تعالى ٢: ٢٢ (فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون)، أنه ربكم وخالقكم ومن قبلكم، وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة فلا ترغبوا عنه إلى غيره، بل أخلصوا له العبادة بجميع أنواعها فيما تطلبونه من قليل أو كثير. وقوله: "أنت منهم" لما كان يعلمه ﷺ من إيمانه وفضله وجهاده كما في الحديث: "لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم ". ٢ في قرة العيون: والظاهر أنه أراد - صلوات الله وسلامه عليه - سد الذريعة؛ لئلا يتتابع الناس بسؤال ذلك فيسأله من ليس أهلا له. وذلك منه ﷺ تعريض كما لا يخفى.
1 / 70