فتح الباقي بشرح ألفية العراقي
محقق
عبد اللطيف هميم وماهر الفحل
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الطبعة الأولى
سنة النشر
١٤٢٢ هجري
مكان النشر
بيروت
تصانيف
علوم الحديث
(وفِيْهِ) أي: فِي كلامِ النَّوَوِيِّ (مَا فِيْهِ) أي: ضَعْفٌ ظاهرٌ (لِقَولِ الجُعْفِي) أي: البُخَارِيِّ، نسبةً لجدِّ أبيهِ المغيرةِ، لكونِه مَوْلى ليمانٍ الجعفيِّ، والي (١) «بُخارى» (٢): (أَحْفَظُ مِنْهُ) أي: من الصحيحِ (عُشْرَ أَلْفِ ألْفِ) حَدِيثٍ أي: مئةَ ألفٍ كما عَبَّر بها (٣) حَيْثُ قَالَ: «أحفظُ مئةَ ألفِ حديثٍ صحيحٍ، ومئتي ألفِ حديثٍ غيرِ صحيحٍ» (٤).
والأصولُ الخمسةُ فضلًا عَنْ " الصحيحينِ " أقلُّ من ذَلِكَ بكثيرٍ؛ ففاتَهما كثيرٌ.
(وعَلَّهُ) لغة في «لَعَلَّ» (٥) أي: وَلَعَلَّ البُخَارِيَّ (أراد) بلوغَ ما حَفِظَهُ من الأحاديثِ العددَ المذكورَ (بالتَّكْرارِ لَها، وَمَوْقُوفٍ) أي: بَعْدَ المُكَرَّرِ والموقوفِ منها.
أي: وما أُلْحِقَ بِهِ من آثارِ الصَّحَابَة، وغيرِهم مَعَ غيرِ المُكَرَّرِ؛ فلا (٦) ينافي كلامَهُ كلامَي ابنِ الأخرمِ والنوويِّ (٧).
عَلَى أَنَّ شيخَنا قَالَ (٨): والظاهرُ أنَّ ابنَ الأخْرَم إنّما أرادَ ما فاتَهُمَا مِمَّا عَرَفاهُ، واطَّلَعا عَلَيْهِ مِمَّا يبلُغُ شرطَهما لا بقيدِ كتابَيْهما، كما فَهِمَهُ ابنُ الصَّلاحِ.
قَالَ: وقولُ النوويِّ: «لَمْ يَفُتِ الخَمْسَةَ إلاّ القليلُ» مُرادُه من أحاديثِ الأحكامِ خاصَّةً، أما غيرُها فكثيرٌ (٩).
(١) أي: حاكم بخارى. (٢) في (م): «بخارا»، وهي من بلاد ما وراء النهر، مدينة قديمة مشهورة ببساتينها. انظر: معجم البلدان ١/ ٣٥٣، ومراصد الاطلاع ١/ ١٦٩. (٣) سقطت كلمة «بها» من (ق). (٤) أسنده إليه ابن عدي في الكامل ١/ ٢٢٦ طبعة أبي سنة، والخطيب البغدادي في تاريخه ٢/ ٢٥، والحازمي في شروط الأئمة الخمسة ٦١، وابن نقطة في التقييد ٣٣، وانظر معرفة أنواع علم الحديث: ٩٥، وشرح التبصرة والتذكرة ١/ ١٣٠. (٥) في (ع) و(ق): «لعل»، وفي (ص) و(م): «لعله». وانظر: الصحاح ٥/ ١٨١٥. (٦) في (ص): «لا». (٧) انظر: معرفة أنواع علم الحديث: ٩٥، وشرح التبصرة والتذكرة ١/ ١٣٠. (٨) انظر: النكت لابن حجر ١/ ٢٩٨. (٩) المصدر السابق.
1 / 111