فتح الباقي بشرح ألفية العراقي

زكريا الأنصاري ت. 926 هجري
85

فتح الباقي بشرح ألفية العراقي

محقق

عبد اللطيف هميم وماهر الفحل

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الطبعة الأولى

سنة النشر

١٤٢٢ هجري

مكان النشر

بيروت

واحدةٍ إلى أعلى صفاتِ (١) الكمالِ من سائرِ الوجوهِ (٢) (وَقَدْ خَاضَ) أي: اقْتَحَمَ الغمرات (٣) (بِهِ) أيْ: بالحُكمِ بأنَّهُ أصَحُّ مُطلقًا (قَوْمٌ) فَتَكَلّموا فِيهِ واضطربت فِيهِ أقوالُهُم بِحَسَبِ اجْتِهَادِهم (فَقِيلَ) يعني قَالَ البُخَارِيُّ (٤): أصَحُّ الأسانِيدِ (مَالِكُ عَنْ نافعٍ بِمَا) أي بالذي (رَوَاهُ) لَهُ (النَّاسِكُ) أي: العابدُ (مَوْلاهُ) أيْ: مَوْلى نافعٍ أي: مُعْتِقُهُ -بكسرِ التاءِ-. وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَر بنِ الخطَّابِ، وَكَانَ جديرًا بوصْفِهِ بالنُّسْكِ؛ لِشِدَّةِ تَمَسُّكِهِ بِالأخْبارِ النَّبويَّةِ، وَقَدْ قَالَ فِيهِ النَّبيُّ ﷺ: «نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيلِ، فَكانَ بَعْدُ لا يَنَامُ مِنَ اللَّيلِ إلاَّ قليلًا» (٥). وفي قَوْلِ النّاظمِ في شرْحِهِ (٦): «أصحُّ الأسانيدِ مَا رواهُ مَالِكٌ» تَجَوُّزٌ؛ لأنَّ مَا رواهُ متنٌ لا سندٌ فكانَ حَقُّهُ أنْ يَقُولَ كابنِ الصَّلاحِ: أصحُّ الأسَانِيدِ مَالِكٌ ... الخ، وكذا الكلامُ في نظائِرِهِ الآتيةِ. (واخْتَرْ) إذَا قُلْتُ بذلِكَ، وزِدْتَ راويًا عَنْ مَالِكٍ (حَيْثُ عَنْهُ يُسْنِدُ) إمامُنا (الشَّافِعيْ) - بالإسكان - للوزن أَوْ لِنِيَّةِ الوقفِ. إنَّ أصحَّ الأسانيدِ: الشَّافِعيُّ، عَنْ مالكٍ، عَنْ نافعٍ، عَنْ ابنِ عُمَرَ؛ فَقَدْ (٧) قَالَ الأستاذُ أَبُو منصورٍ التميميُّ (٨): إنَّهُ أجلُّ الأسانيدِ، لإجماعِ (٩) أهلِ الحديثِ عَلَى أنَّهُ لَمْ

(١) في (ق): «طبقات» (٢) انظر: شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١١٤. (٣) قال السيوطي في شرحه لألفية العراقي: ١٠٠: «أي مشوا فيه، من تشبيه المعقول بالمحسوس، للإشارة إلى أن المتكلم في ذلك كالخائض في الماء الماشي في غير مظنة المشي، وهو يؤذن بعدم التمكن، ولهذا اختلفوا فيه على أقوال كثيرة». (٤) انظر: معرفة علوم الحديث: ٨٩، والكفاية: (٥٦٣ ت، ٣٩٨ هـ). (٥) أخرجه أحمد ٢/ ١٤٦، والبخاري ٢/ ٦١ (١١٢٢) و٥/ ٣١ (٣٧٣٩) و٩/ ٥١ (٧٠٢٩) وفي رفع اليدين له ٤١، ومسلم ٧/ ١٥٨ (٢٤٧٩) و٧/ ١٥٩ (٢٤٧٩) (١٤٠)، والترمذي (٣٢١)، وابن حبان (٧٠٧٩)، وأبو نعيم ١/ ٣٠٣، والبيهقي ٢/ ٥٠١ من طريق الزّهريّ، عن سالم، عن ابن عمر. (٦) انظر: شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١١٥. (٧) سقطت من (ق). (٨) هو عبد القاهر بن طاهر البغدادي. توفّي (٤٢٩). انظر: وفيات الأعيان١/ ٢٩٨، وطبقات السّبكيّ٣/ ٢٣٨. (٩) قارن في ذلك مع النكت عَلَى ابن الصلاح١/ ٢٦٢ - ٢٦٦ للحافظ ابن حجر العسقلاني، والنكت الوفية ١٥/ب.

1 / 100