فتح الباقي بشرح ألفية العراقي
محقق
عبد اللطيف هميم وماهر الفحل
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الطبعة الأولى
سنة النشر
١٤٢٢ هجري
مكان النشر
بيروت
تصانيف
علوم الحديث
(فتوذيْ) أي: العلةُ القادحةُ صِحَّةَ الحديثِ. أي: تمنعُ من الحكمِ والعمل بِهِ، وهذا تصريحٌ (١) بما علِم.
واعْلَمْ: أنَّ الصَّحِيحَ قسمانِ كالحسَنِ؛ لأنَّ المقبولَ من الحَدِيثِ إنِ اشْتَملَ من صفاتِ القبولِ عَلَى أعلاها، فَهُوَ الصَّحِيحُ لذاتِهِ.
أَوْ لا، فإنْ وُجِدَ ما يجبرُ قصورَهُ كَكَثْرةِ الطُّرُقِ؛ فَهُوَ الصَّحِيحُ أَيْضًَا، لكنْ لا لذاتِهِ (٢).
أَوْ لَمْ يوجدْ ذَلِكَ، فَهُوَ الحَسَنُ لذاتِهِ.
وإنْ قامِتْ قرينةٌ تُرجِّحُ قَبُولَ ما يُتَوقَّفُ فِيهِ، فَهُوَ الحسنُ أَيْضًا، لكنْ لا لذاتِهِ، كَذَا ذكرَهُ شيخُنا (٣).
١٤ - وَبالصَّحِيْحِ وَالضَّعِيفِ قَصَدُوا ... في ظَاهِرٍ لاَ الْقَطْعَ، وَالْمُعْتَمَدُ
١٥ - إمْسَاكُنَا عَنْ حُكْمِنَا عَلى سَنَدْ ... بِأَنَّهُ أَصَحُّ مُطْلَقًا، وَقَدْ
١٦ - خَاضَ (٤) بهِ قَوْمٌ فَقِيْلَ مَالِكُ ... عَنْ نَافِعٍ بِمَا رَوَاهُ النَّاسِكُ
١٧ - مَوْلاَهُ وَاخْتَرْ حَيْثُ عَنْهُ يُسْنِدُ ... الشَّافِعِيْ قُلْتُ: وعَنْهُ أَحْمَدُ
(وبالصَّحِيحِ والضَّعِيفِ) في قولِهم: هَذَا حديثٌ صحيحٌ، أَوْ ضعيفٌ،
(قَصَدُوا) الصِّحةَ والضعفَ (في ظاهرٍ) أي: فيما ظهرَ (٥) لهُم عملًا (٦) بظاهرِ الإسنادِ (لاَ الْقَطْعَ) بصحتِه، أَوْ ضَعْفِهِ في نفسِ الأمرِ؛ لجوازِ الخطإِ والنسيانِ عَلَى الثقةِ، والضَّبْطِ والصِّدْقِ عَلَى غيرِه (٧).
(١) في (ع) و(ق): «يصرح». (٢) انظر: النزهة ٩٢، والتدريب ١/ ٦٨. (٣) النزهة: ٨٢. (٤) في النفائس: «خصّ» والوزن بها مستقيم. (٥) في (ق): «يظهر». (٦) في (ص): «عملوا». (٧) انظر: شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١١٣، والنزهة ٩٣ - ٩٤، والتدريب ١/ ٧٥.
1 / 98