عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له" أي شهد أنه أحد لا جزء له وواحد لا ثاني له ووتر لا شفع له ورب لا مضاد له، وملك لا مماثل له، وإله لا شريك له في العبادة، له الملك وله الحمد وله الخلق وله الأمر قيم السموات والأرضيين ومن فيهن ورب كل شيء ومليكه، وكل شيء غيره مخلوق له مقهور تحت تصرفه وقهره لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، ولا يملك موتا ولا حياة ولا نشورا، ألا كل شيء ما خلا الله باطل، وقال آخر: وكل إله غيره فهو باطل وإن قال بعض الناس ذاك وسماه فحاشاه مما قال فيه مشبه وحاشاه من إفك المعطل حاشاه ومن # ولد ظن، ومن والدة، ومن ذكر يعزى إليه وانثاه فسبحانه في ذاته وصفاته ويكفيك في تنزيهه: {قل هو الله} يشهد يذلك كله لأنها من لوازم الألوهية فمن أخل بشيء من ذلك لا تنفعه الشهادة لأن الشهادة المعهودة اعتراف بالجنان وبالوحدانية المطلقة ونطق باللسان وعمل على وفقها بالأركان ويشهد:
أن محمدا عبده ورسوله ويلزم مع ذلك أن تطيعه فيما قال وفيما ينهى، قال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} . [الحشر: 7] . فإن لم يطعه لم تنفعه الشهادة.
"وأن عيسى عبده ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق" أي ثبوتها وما ذكر الله ورسوله في وصفها.
ويشهد أن: "النار حق" بثبوتها وما ذكر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في وصفها أدخله الله من فضله وكرمه الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن يدخل أحد الجنة بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه" 1. على ما كان من العمل بعد أداء الفرائض وذلك لأنه تاركها أو بعضها إما مستحل لتركها فكافر على الإطلاق وإما مستهين بها فكافر أيضا، وإما متكاسل عنها فقد أوعده الله بالويل في فرض الصلاة قال: {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون} . [الماعون: 4، 5] .
فسر بثلاثة تفاسير: فسر بتضييع الأوقات وقد أمر الله بمحافظتها، قال تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين} . [البقرة: 238] .
صفحة ١١٢