{وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين} . [الأنبياء: 83، 84] . ويدفع عنهم الهم والغم قال تعالى: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} . [الأنبياء: 87، 88] . ويدفع عنهم السوء والفحشاء قال تعالى: {ذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين} . [يوسف: 24] . ويدفع عنهم عند الأجل الخوف والحزن ببشراء يرسل إليهم ملائكته يبشرونهم قال تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} . [فصلت: 30] . ويدفع عنهم الضيق والكرب عند نزع الروح من الجسد كما في مسند الإمام أحمد من حديث البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به الأرض، فرفع رأسه فقال: "استعيذوا بالله من عذاب القبر". مرتين أو ثلاثا ثم قال: "إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة أنزل الله ملائكته من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: اخرجي أيتها النفس الطيبة المطمئنة إلى مغفرة من الله ورضوان، فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج # كأطيب نفحة مسك وجدت في الأرض، فيصعدون فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا به إلى السماء التي تليها حتى ينتهوا إلى السماء السابعة، فيقول الله -عز وجل-: اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه في الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها نخرجهم تارة أخرى، قال: فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولان: ما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقت به، فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا من الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره، قال: ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول له: من أنت، فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة، رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي" 1.
صفحة ١٠٨