قال الرسول صلى الله عليه وسلم: حق الله على العباد أي لزوما ووجوبا عقلا ونقلا أن يعبدوه بالذي شرع لهم ولم يشركوا به شيئا أي لا في الأقوال ولا في الأفعال ولا في الإرادات # والنيات وهي ملة أبيكم إبراهيم التي قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم {اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين} . [النحل: 123] .
وحق العباد على الله فضلا منه كرما أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا قلت: قوله: شيئا نكرة بعد النفي والنكرة بعد النفي تفيد العموم يعم القليل والكثير فيفيدك هذا خوفا شديدا لعموميته أن تقع فيه ولم تشعر كما قال صلى الله عليه وسلم: "الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل" فقال أبو بكر فكيف ننجو منه قال: "قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك به شيئا وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم" 1.
ويزيدك خوفا إذا تدبرت قول إبراهيم الخليل: {اجنبني وبني أن نعبد الأصنام} . [إبراهيم: 35] . فإذا كان هذا خوف الخليل منه فمن يأمن على نفسه من الشرك بعده وكيف لا يخاف منه وقد قال الله تعالى: {من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} . [المائدة: 72] . وقوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} . [النساء: 48، 116] .
صفحة ١٠٠