فإذا قلت: إن الله تعالى ما ذكر إلا الغلو الذي هو الإفراط ولم يذكر التفريط والتقصير. قلت يحتمل فيه أمران: لما تركه لدلالة الضد على الضد كما في قوله تعالى: {سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم} . [النحل: 81] . فلم يذكر البرد لدلالة الحر عليه، ذكر # ذلك بعض المفسرون وإما لأن الغلو: يورث الشرك والكفر والتفريط، والتقصير: يورث الذنوب والشرك والكفر أعظم خطرا فذكر الغلو لعظم خطره.
صفحة ٢٨٦