فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

حامد بن محمد ت. غير معلوم
158

فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

تصانيف

وله عن عقبة بن عامر مرفوعا: "من تعلق تميمة" 1. قلت: لفظ (من) دل على عمومية الفاعل كائنا من كان ودل تنكير تميمة على عمومية المعلق من أي جنس كان وأي نوع كان.

"فلا أتم الله له". قلت: في ذلك إخبار ودعاء، أما الإخبار فيخبر صلى الله عليه وسلم أن من تعلق شيئا دون الله خذله الله فلا يتم له مقصوده وهو الحقيقة، لأن المرء مهما توكل على شيء دون الله وكله الله إليه، فحينئذ يضيع في واد الهلكات، عن عيسى بن حمزة قال: دخلت على عبد الله بن عكيم -رضي الله عنه- وبه حمى فقلت: ألا تعلق تميمة فقال: نعوذ بالله من ذلك، قال رسول صلى الله عليه وسلم: "من تعلق شيئا وكل إليه". أخرجه أبو داود2. وأما الدعاء فقوله صلى الله عليه وسلم: "فلا أتم الله له". دعاء منه صلى الله عليه وسلم عليه أن لا يتم الله له مقصوده، ولا يرده عن القدر كما قيل:

وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع

"ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، وفي رواية: ومن تعلق تميمة فقد أشرك". قال أهل العلم: التميمة كل ما يعلق على الصبيان.

صفحة ٢٠١