فصل الخطاب
محقق
لجنة من العلماء
رقم الإصدار
الرابعة محققة ومخرجة ومفهرسة
فلو كانت هذه عبادة الأصنام، والشرك الأكبر لقاتل أهله الفرقة الناجية المنصورون الظاهرون إلى قيام الساعة.
وهذا الذي ذكرناه واضح جلي، والحمد لله رب العالمين.
ومن العجب أنكم تزعمون: أن هذه الأمور - أي القبور، وما يعمل عندها، والنذور - هي عبادة الأصنام الكبرى.
وتقولون: إن هذا أمر واضح جلي، يعرف بالضرورة حتى اليهود والنصارى يعرفونه!
فأقول - جوابا لكم عن هذا الزعم الفاسد -: سبحانك هذا بهتان عظيم.
قد تقدم - مرارا عديدة - أن الأمة بأجمعها على طبقاتها من قرب ثمانمائة سنة ملأت هذه القبور بلادها، ولم يقولوا: هذه عبادة الأصنام الكبرى.
ولم يقولوا: إن من فعل شيئا من هذه الأمور فقد جعل مع الله إلها آخر.
ولم يجروا على أهلها حكم عباد الأصنام، ولا حكم المرتدين أي ردة كانت.
فلو أنكم قلتم: إن اليهود - لأنهم قوم بهت، وكذلك النصارى، ومن ضاهاهم في بهت هذه الأمة من مبتدعة الأمة - يقولون: إن هذه عبادة الأصنام الكبرى.
لقلنا: صدقتم، فما ذلك من بهتهم، وحسدهم، وغلوهم، ورميهم الأمة بالعظائم بكثير.
ولكن الله سبحانه وتعالى مخزيهم، ومظهر دينه على جميع الأديان بوعده:
{هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} (1).
ولكن أقول: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث دعا للمدينة وما حولها، ولليمن،
صفحة ١٠٧