103

فصل الخطاب

محقق

لجنة من العلماء

رقم الإصدار

الرابعة محققة ومخرجة ومفهرسة

عليهم، ونصبوا في جميع أمورنا [إليهم]، فيشفعون إلى إلهنا وإلههم، وذلك لا يحصل إلا باستمداد من جهة الروحانيات، وذلك بالتضرع والابتهال من الصلوات لهم، والزكاة، وذبح القرابين، والبخورات.

وهؤلاء كفروا بالأصلين الذين جاءت بهما جميع الرسل:

أحدهما: عبادة الله تصديقا وإقرارا وانقيادا، وهذا مذهب المشركين من سائر الأمم.

قال: والقرآن والكتب الإلهية مصرحة ببطلان هذا الدين وكفر أهله.

قال: فإن الله سبحانه ينهى أن يجعل غيره مثلا له، وندا له وشبها، فإن أهل الشرك شبهوا - من يعظمونه ويعبدونه - بالخالق، وأعطوه خصائص الإلهية، وصرحوا أنه إله، وأنكروا جعل الآلهة إلها واحدا، وقالوا: اصبروا على آلهتكم، وصرحوا بأنه: إله معبود، يرجى ويخاف ويعظم، ويسجد له، وتقرب له القرابين، إلى غير ذلك من خصائص العبادة التي لا تنبغي إلا لله تعالى.

قال الله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا} (1) وقال: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا} (2)... الآية.

فهؤلاء جعلوا المخلوقين مثلا للخالق.

و (الند) الشبه، يقال فلان ند فلان، وندنده: أي مثله وشبهه.

قال أبو زيد: الآلهة التي جعلوها معه.

وقال الزجاج: أي لا تجعلوا لله أمثالا ونظراء.

ومنه قوله عز وجل: {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات

صفحة ١٢٣