الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

المنتجب الهمذاني ت. 643 هجري
104

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

محقق

محمد نظام الدين الفتيح

الناشر

دار الزمان للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

تصانيف

وكسرها مع الإشباع، وضمها من غير إشباع، وضمها مع الإشباع (١). والريب مصدر رابني فلان، إذا رأيتَ منه الريبة، والاسم: الرِّيبة بالكسر. والرَّيْبُ، واللَّبْسُ، والشَّكُّ، نظائرُ في اللغة. و﴿لَا رَيْبَ﴾ نفي عام وفيه للخصوص معنًى. والمعنى: لا ريب فيه عند من وفقه الله (٢). وقيل: لا سبب ريبٍ فيه من تناقضٍ أو غيره، فحُذف المضاف (٣). وقيل: لفظه نفي ومعناه نهي، أي: لا ترتابوا فيه، كقوله تعالى: ﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ﴾ (٤). أي: لا ترفثوا ولا تفسقوا (٥). وقوله: ﴿فِيهِ هُدًى﴾ ترفع ﴿هُدًى﴾ بالابتداء، والخبر ﴿فِيهِ﴾، أو بفيه على رأي أبي الحسن (٦)، فيكِون الظرف على هذا خاليًا من الضمير. ويوقف في كلا الوجهين على ﴿لَا رَيْبَ﴾: أو بأنه خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو هدى، فيوقف على ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾، أو خبر مع ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ لـ ﴿ذَلِكَ﴾، كما تقول: هذا حلو حامض. أي قد جمع الطعمين قال: ٢٧ - مَنْ يَكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتّي ... مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّي (٧)

(١) المشهور قراءتان: كسر الهاء من غير إشباع وهي قراءة الجمهور، والثانية: إشباعها بياء (فيهي) وهي قراءة ابن كثير، انظر السبعة ١٣٠ - ١٣٢، والحجة ١/ ١٧٥، والمبسوط/ ٩٠/، وقرأ الزهري، وابن محيصن، ومسلم بن جندب، وعبيد بن عمير بضم الهاء. وقرأ ابن إسحاق (فيهو) بالضم ووصلها بواو. وهناك وجه خامس هو الإدغام. انظر معاني الأخفش ١/ ٢٧ - ٢٨، وإعراب النحاس ١/ ١٢٩، والمحرر الوجيز ١/ ٩٨ - ٩٩. (٢) انظر المحرر الوجيز ١/ ٩٨. (٣) قاله الطبري في جامع البيان ١/ ٣٦، وذكره أبو حيان ١/ ٣٧ عن بعضهم. (٤) سورة البقرة، الآية: ١٩٧. (٥) كذا قال البغوي ١/ ٤٥، وانظر المحرر الوجيز ١/ ٩٨، وزاد المسير ١/ ٢٣، ونسه إلى الخليل وابن الأنباري. (٦) ذكره عنه وعن الكوفيين صاحب البيان ١/ ٤٦. (٧) الرجز لرؤبة، وهو من شواهد سيبويه ٢/ ٨٤، والفراء ٣/ ١٧، ومجاز القرآن ٢/ ٢٤٧، =

1 / 104