الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

المنتجب الهمذاني ت. 643 هجري
101

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

محقق

محمد نظام الدين الفتيح

الناشر

دار الزمان للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

تصانيف

(الذال) وحدها (١)، وزيدت الألف لتكثير الكلمة، وأما اللام فجيء بها لتدل على بُعْد المشار إليه، وقيل: هي بدل من حرف التنبيه، ولذلك لا يحسن هاذلك، كما يحسن هاذاك، وقيل: جيء بها لتدل على أن (ذا) ليس بمضاف إلى الكاف. وكسرت فصلًا بينها وبين لام الجر في ذا لَكَ، أي: تَملِكُهُ، وقيل: كسرت لسكونها وسكون الألف قبلها. والكاف للخطاب لا موضع لها من الإعراب (٢). وذلك، وذاك، وهذا، نظائر في اللغة، إلا أن (هذا) لما قرب، و(ذاك) و(ذلك) لما بعد. وقيل: (هذا) لما حضر، و(ذاك) لما غاب. وقيل: (هذا) لما هو كائن، و(ذاك) لما تَقَضَّى. قيل: فإن قيل: لِمَ صحت الإشارة بذلك إلى ما ليس ببعيد؟ قيل: وقعت الإشارة إلى ﴿الم﴾ بعد ما سبق التكلم به وتقضَّى، والمتقضِّي في حكم المتباعد، وهذا في كل كلام يحدِّث الرجل بحديث ثم يقول: وذلك ما لا شك فيه، ولأنه لمّا وصل من المُرسِل إلى المُرسَل وقع في حدِّ البعد (٣). وقيل: معناه ذلك الكتاب الذي وُعِدوا به على لسان موسى وعيسى ﵇ (٤). وقيل: ﴿ذَلِكَ﴾ بمعنى هذا (٥).

(١) العكس تمامًا في مشكل مكي ١/ ١٦، وما نص عليه المؤلف ﵀ يوافق جميع المصادر التي سوف أذكرها بعدُ. (٢) انظر في الاسم من (ذلك) ولامها وكافها: إعراب النحاس ١/ ١٢٨، والبيان ١/ ٤٣ - ٤٤، والتبيان ١/ ١٤ - ١٥، وانظر تفصيلًا أوسع المسألة (٩٥) من الإنصاف ٢/ ٦٦٩ - ٦٧٧. (٣) انظر هذا الكلام في الكشاف ١/ ١٩. (٤) ذكره الزجاج ١/ ٦٧ عن النحويين. (٥) وهو قول عامة المفسرين، انظر جامع البيان ١/ ٩٦ فقد أخرجه عن مجاهد، وعكرمة، والسدي، وابن جريج، وابن عباس ﵃ جميعًا.

1 / 101