التين قد يتخذ زرعا وغرسا والغرس هو الاصل فمن اراد زرعه فلينظر اصلا من التين السمين الكبار فى شجرته لا يقطعها حتى يتم نضجها فاذا تم فلياخذ مقدار ما يريد زرعه من تلك التينات التى قد يبست وتنقع فى لبن من شاة فتية او فى لبن امراة وهو اجود الى ان يحمض اللبن او يتغير ويكون ذلك فى اوائل الحوت ويزرع التين فى كل حفيرة تينة فى العشر الاول من شباط الى عشر تخلو من نيسان وذلك من ثانى الحوت الى اواسط الثور ويغطى بالتراب تغطية قليلة الى ان ينبت فاذا صار على مقدار ذراع طولا فليحول ولا يترك ويزىد بلا تغيير بل ينبش اصوله باخثاء البقر مخلوطا برماد خسب التوت وخشب الورد ويطم فوقه تراب من تراب البقعة التى هو فيها فانه ينمو وبعضهم يزرعه كذلك الا انه لا ينقع التين فى شئ بل يزرعونه على وجهه ويقولون ان غير ذلك يضره ولا ينفعه ويزبلوه من اول زرعه الى اخره باخثاء البقر مخلوطا بورق القرع معفنين وقيل فى غرس التين انه ما حول منه فلم يفلح فيكون تحويله من الموضع الذى لم يفلح فيه الى غيره ويتعهده بالسقى والتزبيل فى اصوله قال السيد كبريت وجدت نبش اصول التين دائما من انفع شئ له وان يبدل له التراب فى اصوله بان تحفر اصوله ويذهب ذلك التراب الذى حفر ويجعل فى غيره مكانه من التراب الذى فى تلك البقعة الا انه يجعل غير ذلك التراب الذى كان فى اصله ويوافق شعاع الشمس لا القمر فانه يضره وتوافقه الارض الرخوة وكثرة الماء فى اول مرة فاذا كبر ضره كثرة الماء ويحتاج الى التسبيخ وقت تسبيخ الشجر كما يحتاج اليه سائر الشجر
صفحة ٥٣