2

الفاخر

محقق

عبد العليم الطحاوي

الناشر

دار إحياء الكتب العربية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٨٠ هـ

مكان النشر

عيسى البابي الحلبي

١_قولهم حيَّاك اللهُ وبيَّاك فأما حَيّاك الله فإنه مشتق من التحيّة، والتحيّة تنصرف على ثلاثة معانٍ: فالتحية السلام، ومنه قول الكميت: ألا حُيِّيتِ عَنَّا ياَ مَديِنا ... وَهَلْ بَأْسٌ بِقَولِ مُسلِّمينا فيكون معنى حيَّاك الله سلَّم الله عليك. والتحية أيضًا: المُلْكُ، ومنه قول عمرو بن مَعْدي كَرِب: أَسيِرُ بِهِ إِلى النُّعمانِ حَتَّى ... أُنيِخُ عَلى تَحِيَّتِه بِجُندِي فيكون المعنى مَلّكَك الله. والتحيّة: البقاءُ. ومنه قول زهير بن جَنابٍ الكلبيّ: وَلَكُلُّ مَا نالَ الفَتَى ... قّدْ نِلْتهُ إِلاَّ التَّحِيّهْ أي إلا البقاء. فيكون المعنى أبقاكَ الله. وقولهم في التشهُّد: التَّحِيَّات لله يشتمل على الثلاثة المعاني. فأما بيَّاك فإنه فيما زعم الأصمعيّ أضحكَ. ويروى أن آدم ﵇ لما قَتَلَ أحد ابنيه أخاه مكث سنة لا يضحك، ثم قيل له: حيَّاك الله وبيَّاك، أي أضحكك، وقال الأحمر: أراد بَوَّأَك منزلًا، فقال بيَّاك لإزواج الكلام ليكون تابعًا لحيَّاك، كما قالوا:

1 / 2