321

الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع

تصانيف

المبحث الثاني الحياة البرزخية:
المطلب الأول: فتنة القبر:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الواسطية:" ومن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بكل ما أخبر به النبي ﷺ مما يكون بعد الموت: " فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر ونعيمه، فأما الفتنة: فإن الناس يفتنون في قبورهم فيقال للرجل: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فيقول المؤمن: الله ربي والإسلام ديني ومحمد ﷺ نبيّي. وأما المرتاب فيقول: هاه، هاه، لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته، فيضرب بمرزبة من حديد، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق" (^١).
ما قرره الإمام ابن تيمية في هذه العقيدة من فتنة القبر، هو الأمر المستقر في الشريعة، الذي انعقد عليه إجماع الأمة، ودلت عليه النصوص الشرعية ولذا فهذه الأسطر من هذه العقيدة انتظمت جملة من المسائل، تحريرها كالآتي:
المسألة الأولى: حكاية الإجماع على حصول الفتنة في القبور:
نقل الإجماع على وقوع فتنة القبر جماعة من أهل العلم:
يقول الإمام أبو الحسن الأشعري: "وأجمعوا على أن عذاب القبر حق، وأن الناس يفتنون في قبورهم بعد أن يحيون فيها ويسألون، فيثبت الله من أحب تثبيته" (^٢).
وقد ذكر العلامة البغدادي: أن من الأصول التي اتفق عليها أهل السنة، وأجمعوا عليها: إثبات السؤال في القبر. وقال التفتازاني: "اتفق الإسلاميون على حقية سؤال منكر ونكير في القبر" (^٣).

(^١) ابن تيمية: مجموع الفتاوى، ت: عبدالرحمن بن قاسم (٣/ ١٤٥)
(^٢) الأشعري: رسالة إلى أهل الثغر، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بنلمدينة النبوية، ١٤١٣ هـ، ص (١٥٩).
(^٣) أحمد بن حنبل: أصول السنة: ص (٣٠)، ابن أبي يعلى: طبقات الحنابلة: (١/ ٢٤٢).

1 / 321