89

فهم القرآن ومعانيه

محقق

حسين القوتلي

الناشر

دار الكندي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٩٨

مكان النشر

دار الفكر - بيروت

لَهُ فسجدت الْمَلَائِكَة كلهَا إِلَّا إِبْلِيس وَلَا أخباره عَمَّا مضى من الرُّسُل وَعَما كَانَ فِي الدهور الخالية مِمَّا أخبر أَنه كَانَ فنجد أَن ذَلِك لم يكن وَكَذَلِكَ مَا أخبر ﷿ أَنه سيقيم الْقِيَامَة وَأَنه يبْعَث من فِي الْقُبُور وَأَنه يصير فريقا فِي الْجنَّة وفريقا فِي السعير وَلَا مَا يَقُول أهل الْجنَّة وَأهل النَّار وَأَنه يخلد أهل الْجنَّة فِيهَا ويخلد الْمُشْركين فِي الْعَذَاب الْأَلِيم فيخبر خلاف ذَلِك كُله لِأَن ذَلِك يُوجب بالْخبر الثَّانِي لُزُوم الْكَذِب فِي الأول وَلُزُوم الْبَرَاءَة وَأَنه أَرَادَ أَن يفعل فاستبدل فَأَرَادَ أَن لَا يفعل رُجُوعا عَن قَوْله وَالرُّجُوع عَن القَوْل الْكَذِب والبداء من الْجَهْل بالعواقب وَمن ذَلِك حُدُوث الإرادات فِي ذَاته بالذوات وَذُو البداوات جَاهِل بِمَا يكون فِيمَا يسْتَقْبل وَلَا جَائِز أَن يخبر بِأَمْر كَانَ ثمَّ يخبر أَنه لم يكن أَو يخبر بِأَمْر لَا يكون ثمَّ يخبر أَنه سَيكون أَو يخبر

1 / 334