الفضل المأثور من سيرة السلطان الملك المنصور
محقق
الأستاذ الدكتور عمر عبد السلام تدمري
الناشر
المكتبة العصرية للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
أعظم بركه، ومحقّق الإقبال لمن أصبح نسيبه سلطانه وصهره ملكه. الذي جعل للأولياء من لدنه سلطانا نصيرا، وميّز أقدارهم (^١) باصطفاء تأهيله حتى جازوا نعيما وملكا كبيرا. وأفرد فخارهم بتقرّب (^٢) حتى أفاد شمس آمالهم ضياء (^٣) وزاد قمرها نورا، وشرّف به وصلتهم حتى أصبح فضل الله بها عليهم عميما وإفضاله كثيرا (^٤). مهيّئا أسباب التوفيق العاجلة والآجلة، وجاعل (^٥) ربوع كل أملاك من الأملاك بالنور من الشموس (^٦) والبدور والأهلّة آهلة. جامع أطراف الفخار لذوي الآثار (^٧) حتى حصلت لهم النعمة الشاملة، وحلّت عندهم البركة الكاملة.
نحمده على أن أحسن عند الأولياء بالنعمة الاستيداع، وأجمل بتأهّلهم (^٨) الاستطلاع، وكمّل لاختيارهم الأجناس من العزّ والأنواع، وأتى (^٩) آمالهم بما لم يكن في حساب أحسابهم من الابتداء بالتخويل والابتداع.
ونشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له / ٧ أ / (شهادة حسنة الأوضاع، مليّة بتشريف الألسنة وتكريم الأسماع) (^١٠)، ونصلّي على سيّدنا محمد الذي أعلا (^١١) الله به الأقدار، وشرّف به الموالي والأصهار. وجعل كرمه دار النعم في كل دار (^١٢)، وفخره على من استطلعه من المهاجرين والأنصار، مشرق الأنوار، صلّى الله عليه وعليهم صلاة زاهية الأزهار. يانعة الثمار.
وبعد، فلو كان اتصال كلّ شيء بحسب المتصل به في تفصيله، لما (^١٣) استصلح البدر شيئا من المنازل لحلوله، ولا الغيث (^١٤) شيا من الرياض لهطوله،
(^١) في حسن المناقب، ورقة ١٤٠ ب: «ومشيرا قد أثرهم باصطفا». (^٢) في حسن المناقب، ورقة ١٤٠ ب: «فخاره بتقريبه». (^٣) في الأصل: «ضيئا». (^٤) في حسن المناقب: «حتى أصبح فضل الله عليهم بها عظيما وإفضاله كبيرا». (^٥) في حسن المناقب: «وعاجل». (^٦) في حسن المناقب: «من الأملاك للشموس». (^٧) في حسن المناقب: «الإيثار». (^٨) في حسن المناقب، ورقة ١٤١ أ: «وأجمل لتأملهم». (^٩) في حسن المناقب: «التي». (^١٠) ما بين القوسين ورد في: حسن المناقب. (^١١) الصواب: «أعلى». (^١٢) في حسن المناقب: «وجعل كرمه دارا لهم في كل دار». (^١٣) في حسن المناقب: «لم». (^١٤) في حسن المناقب: «لنزوله ولا كعيت».
1 / 29