سنة ولا نوم لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه ربنا الله وحده وديننا الإسلام نبينا محمد- (صلى الله عليه وسلم)- أمر ببنيان هذا المسجد وهدم الكنيسة التي كانت فيها عبد الله أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك بن مروان في ذي القعدة سنة ست وثمانين من الهجرة النبوية، وفي صحيفة أخرى من تلك الصحائف: فاتحة الكتاب بكمالها، ثم النازعات، ثم عبس، ثم إذا الشمس كورت، قالوا: ثم محيت بعد مجيء المأمون إلى دمشق وذكروا أن أرضه كانت مفضضة كلها، وأن الرخام كان في جداراته إلى قامات وفوق ذلك كرمة عظيمة من ذهب، وفوقها فصوص مذهبة حمر وخضر وزرق وبيض قد صور بها سائر البلدان الكعبة فوق المحراب وسائر البلدان يمنة ويسرة، وما في البلدان من الأشجار الحسنة المثمرة والمزهرة وسقفه مقرنص بالذهب، والسلاسل المعلقة من ذهب وفضة، وأنواع الشموع في أماكن متفرقة، وكان في محراب الصحابة حجر من بلور ويقال من جوهر وهي الدرة، وكانت تسمى القليلة، كان إذا طفيت القناديل تضيء لمن هناك بنورها، فلما كان في زمن الأمين بن الرشيد وكان يحب البلور وبعث إلى سليمان وإلى شرطة دمشق أن يبعث بها إليه، فسرقها، وسيرها إليه، فلما ولي المأمون أرسلها إلى دمشق ليشنع بذلك على أخيه الأمين.
قال الحافظ ابن عساكر: ثم ذهبت بعد ذلك فجعل مكانها مرنية من زجاج وكانت الأبواب الشارمة من أبواب الصحن إلى داخل المسجد ليس عليها إغلاق، وإنما على الستور مرخاة وكذلك الستور على سائر جداراته إلى حد الكرمة التي فوقها الفصوص المذهبة، ورأس الأعمدة مطلية بالذهب الصبيب، وعملوا شرفات تحيط به من الجهات الأربع، وبنى الوليد المنارة الشمالية، وهي التي يقال لها مأذنة العروس، وأما الشرقية والغربية فكانتا قبل ذلك بدهور متطاولة، وكان في كل زاوية من هذا المعبد صومعة شاهقة
صفحة ٣٣٤