نسْمع قَالَ الْحَمد لله رَافع منار الْعلم وجاعله عصمه للأنام ومشرف أَهله بعد إِذْ جعلهم أوعيه لحفظ الْأَحْكَام يَنْقُلهُ خَلفهم عَن سلفهم على ممر الْأَيَّام ويحفظونه من التمويه والتحريف والأوهام وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد خَاتم الْمُرْسلين وَخير الْأَنَام وعَلى آله وَصَحبه البررة الْكِرَام وَبعد فَإِن علم الْأَثر أشرف الْعُلُوم فِي الْمعَاد وأرجاها عِنْد رب الْعباد وَله أَئِمَّة وَجها بذة ونقاد عدلوا رِجَاله وجرحوا وشرحوا أَلْفَاظه وأوضحوا فَكَانَ من أَجلهم تأليفا الإِمَام أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ اشْتَمَل كِتَابه على فقه الحَدِيث وَعلله وَبَيَان الْمَجْرُوحين من رِجَاله وتعديل نقلته وَلأبي عِيسَى فَضَائِل تجمع وتروى وَتسمع وَكتابه أحد الْكتب الْخَمْسَة الَّتِي اتّفق أهل الْحل وَالْعقد وَالْفضل والنقد من الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء وحفاظ الحَدِيث النبهاء على قبُولهَا وَالْحكم بِصِحَّة أُصُولهَا وَمَا ورد فِي أَبْوَابهَا وفصولها فَجمعت فِي هَذِه الأوراق فَضَائِل جَامعه وَبَيَان طرقه وتاريخ وَفَاته وَشَرطه فِيهِ وَتَعْيِين رُوَاته وَجعلت ذَلِك من رِوَايَة الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة فَخر الْحفاظ قطب الدّين أبي بكر مُحَمَّد بن الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم علم الزهاد أبي الْعَبَّاس احْمَد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ فسح الله فِي مدَّته فَكنت فِي ذَلِك كجالب التَّمْر لهجر فقه النُّعْمَان لزفَر أَو معلم لَيْث بني غَالب النزال معرف البُخَارِيّ أَسمَاء الرِّجَال جعلنَا الله من أبرار
1 / 30