فضائل فاطمة الزهراء لأبي عبد الله الحاكم

الحاكم النيسابوري ت. 405 هجري
62

فضائل فاطمة الزهراء لأبي عبد الله الحاكم

تصانيف

ذكر فضيلة أخرى لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والبيان أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باهل بها وابنيها حين أمر بالمباهلة :

54- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصنعاني بمكة ، حدثنا علي بن المبارك الصنعاني ، حدثنا أبو عبد الله زيد بن المبارك الصنعاني ، حدثنا محمد بن ثوب ، عن ابن جريح ، في قوله تعالى : {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم } [ آل عمران : 59 ] قال : بلغنا أن نصارى نجران قدم وفدهم على النبي عليه الصلاة والسلام المدينة ، فيهم السيد والعاقب ، وأخبرت أن معهما عبد المسيح ، وهما سيدا أهل نجران ، فقالوا : يا محمد ، فيما تشتم صاحبنا ؟ قال : ومن صاحبكم ؟ قالوا : عيسى ابن مريم ، تزعم أنه عبد ! قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أجل ، هو عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم ، فغضبوا ، وقالوا : إن كنت صادقا فأرنا عبدا يحيي الموتى ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، ويخلق من الطين كهيئة الطير ، ولكنه الله . فسكت النبي عليه السلام حتى جاءه جبريل ، صلوات الله عليه ، فقال : يا محمد : { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم } [ المائدة : 17 ] هذه الآية .

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إنهم قد سألوني أن أخبرهم بمثل عيسى. قال جبريل عليه السلام : {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب} حتى {فمن حاجك فيه} في عيسى يا محمد { من بعد} هذا {فقل تعالوا} الآية { إن هذا لهو القصص الحق } أي : الذي قلنا في عيسى لهو القصص { وما من إله إلا الله } هذه الآية ، فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي ، وحسن ، وحسين ، وجعلوا فاطمة وراءهم ، ثم قالوا : هؤلاء { أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين } [ آل عمران 61 - 62 ] فأتى السيد وقالوا : نصالحك ، فصالحوه على ألفي حلة ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفسي بيده لو لاعنوني ما حال الحول ومنهم بشر إلا أهلك الله الكاذبين .

صفحة ٦٠