آداب التربية في تراث الآل والأصحاب
الناشر
مبرة الآل والأصحاب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٧ ه - ٢٠١٦ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
قَبَسٌ نَبَويّ
«إنما بُعثت لأتمِّمَ صالح الأخلاق» (^١).
هكذا أعلنها النبيُّ ﷺ موجَزَة بليغة، للدنيا كلها، صغيرها وكبيرها، ذكرها وأنثاها، ولم يكتفِ بهذا البيان البديع فحسب؛ بل كانت أخلاقه ﷺ وتعاملاته مع الجميع مثالًا عمليًّا، وتجسيدًا حيًّا لمقولته، ولم يكتفِ بذلك: حتى نشر تلك الأخلاق وعلمَّها الصغار والكبار.
لما تزوَّج بأمِّ سلمة، كانت ابنتها زينب صغيرة معها، فلربما جاءت أمَّها والنبي ﷺ عندها يغتسل في بيتها، فتصرفها أم سلمة عنها بإرسالها للنبي ﷺ، فتذهب الصغيرة لتدخل عليه وهو يغتسل، فلا تمنعه شفقته عليها، ورحمته بها، من أن يعلمها ويؤدبها على خُلُق الحياء، وهي في هذا السن؛ فينضح الماء في وجهها، ويقول لها: «ارجعي» (^٢).
_________
(^١) إسناده حسن: أخرجه أحمد (٨٩٥٢)، والبخاري في «الأدب المفرَد» (٢٧٣)، من حديث أبي هريرة ﵁.
وفي إسناده محمد بن عجلان، حكم عليه الحافظ في «التقريب» (٦١٣٦) بأنه: "صدوق، إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة". والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٤٥).
(^٢) إسناده حسن: أخرجه ابن منيع كما في «إتحاف الخيرة» (٧/ ٦٧)، والطبراني في «المعجم الكبير» (٢٤/ رقم ٧١٥)؛ من طريق عطَّاف بن خالد المخزومي، عن أمه، عن زينب بنت أم سلمة؛ به.
وعطَّاف هذا قال عنه الحافظ في «التقريب» (٤٦١٢): "صدوق يهم"، وأُمُّه وثَّقها ابن معين، كما في «تاريخه، رواية الدارمي» (٦١٧).
1 / 119