خلت منها يده وزلت عنها قدمه وجاءته أسر ما كان بها منيته فعظمت ندامته. وكثرت حسرته. وجلت مصيبته. فاجتمعت
عليه سكرات الموت. فغير موصوف ما نزل به. وآخر اختلج
عنها قبل ان يظفر بحاجته. ففارقها بغرته واسفه. ولم
يدرك ما طلب منها. ولم يظفر بما رجا فيها. فارتحلوا جميعا
من الدنيا بغير زاد. وقدما على غير مهاد. فاحذروا الدنيا
الحذر كله. فإنما مثلها مثل الحية لين مسها. قاتل سمها.
فأعرض عما يعجبك فيها. لقلة ما يصحبك منها. وضع عنك
ثقل همومها. لما تيقنت من وشك زوالها. وكن أسر
ما تكون فيها أحذر ما تكون لها. فإن صاحبها كلما اطمأن
منها إلى سرور أشخصه عنها مكروه. وكلما اغتبط منها
باقبال. نغصه عنها إدبار. وكلما ثنى عليه منها رجلا طوت
صفحة ٣٩