حثا عظيما على التلزم بأطناب (1) سرادقات (2) منشئ الاحياء ومفني الأموات، وواهب الأقوات، ومالك الأوقات، حتى لقد كدت أن أجدني كالمضطر إلى الوقوف بمقدس جنابه، والمحمول على مطايا لطفه وعطفه إلى العكوف على شريف بابه.
وأشهد أن لا إله إلا هو، شهادة تلقاها العقل من مولى رحيم كامل القدرة، وعرف ورودها (3) من جناب رسول كريم قائل: " كل مولود يولد على الفطرة " (4) فجاءت إلينا بخلع الأمان، ومعها لواء الولاية على دوام العناية بدار الرضوان.
ووجدت قلب مملوكه إليها وامقا (5)، ولها عاشقا، ولا يسمح أن يراه واهبها لها مفارقا، فمد يد السؤال إلى مالك الرفد والوعد بالسعد والاقبال، في أن يعينه على عمارة منزل يصلح لجلالها، وتهيئة فراش رحمة يليق بجمالها. فرجعت يدا بنجاز الوعود مملوءة من نفقات عمارة منزل السعود، وعليها فراش نعمة يصلح لاستيطان توحيد مالك الكرم والجود. فعمر لها من شرف بها منزل الاستيطان، وبسط لها ما يختص بها من فراش التعظيم بما وهبه مولاه من الامكان. فأقامت
صفحة ٣٢