63
وقبل فوكو ودولوز اضطر سارتر نفسه تحت وطأة الضربة القوية التي أحدثتها ثورة مايو 68 في ذات المثقف، إلى تغيير تصوره للمثقف: «إن أحداث مايو 68 التي انخرط فيها، والتي مسته بعمق، كانت بالنسبة له فرصة لمراجعة جديدة. لقد أحس بتشكك من وجوده كمثقف، ومن ثم اضطر في غضون السنتين اللاحقتين، إلى التساؤل حول دور المثقف، وإلى تغيير التصور الذي كان لديه عنه.» وهو في هذا يتشابه كثيرا مع مفكري 68 «إن المثقف محكوم عليه بالانسحاب من الأفق كإنسان يفكر بدل الآخرين: أن نفكر بدل الآخرين، أمر غير معقول يضع مفهوم المثقف ذاته موضع سؤال .»
64
يعد مفهوم «التشظي»
fragmentation
من المفاهيم الحاضرة باستمرار داخل النص ما بعد الحداثي «إن حقيقة ما بعد الحداثة الأكثر بروزا هي قبولها الكامل للحظي ، المتشظي والمتقطع والفوضوي.»
65
ذلك أن الحياة ذاتها متشظية، لا تخضع لأي نوع من الوحدة والانسجام. وإذا كان ذلك كذلك، فإن طريقة استجابة ما بعد الحداثة لهذه الحقيقة، إنما تجرى بطريقة خاصة؛ فهي لا تحاول تجاوزها ولا الهجوم عليها، ولا حتى بلوغ العناصر «الثابتة والدائمة» التي يمكن أن تكون فيها. ما بعد الحداثة واقع يسبح، بل يتمرغ، في موجة من التشظي والتغير والصيرورة كما لو كان ذلك هو كل ما في الأمر
66 «أن يكون كل شكل وقتيا وعابرا، تلك هي البداهة نفسها، ما دام يتبع علاقات القوى ويكون رهينا بتقلباتها.»
67
صفحة غير معروفة