الَّذِي دفناه السَّاعَة وَأَنت الْغَرِيب الَّذِي يبكي عَلَيْهِ وَلست تعرفه وَهَذَا الَّذِي خرج من قَبره هُوَ أمس النَّاس رحما بِهِ، وأسرهم بِمَوْتِهِ.
فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة: لقد رَأَيْت عجبا، فَمن الْمَيِّت قَالَ: عثير بن لبيد العذري، وَقيل: عُثْمَان بن لبيد العذري، وَفِي كتاب المعمرين أَن الْمَيِّت حُرَيْث بن جبلة.
[٤٨] وَيَقُولُونَ فِي جمع رحى وَقفا: أرحية وأقفية، وَالصَّوَاب فيهمَا أرحاء وأقفاء كَمَا روى الْأَصْمَعِي أَن أَعْرَابِيًا ذمّ قوما، فَقَالَ: أُولَئِكَ قوم سلخت أقفاؤهم بالهجو، ودبغت جُلُودهمْ باللؤم، وَأنْشد ابْن حبيب:
(دعتني النِّسَاء الهاملات عيونها ... وَمَالِي من بعد النِّسَاء بَقَاء)
(على حَالَة لَا يعرف الْكَلْب أَهله ... لَهُنَّ أَنِين تَارَة وعواء)
(فَقلت لَهُم خلوا سَبِيل نسائنا ... فَقَالُوا: وَإِنِّي للذليل نسَاء)
(فَقلت: أَبينَا مَا تَقولُونَ إننا ... بَنو الْحَرْب فِينَا للإباء إباء)
(إِذا الجحفات السمركن وقاءكم ... فَلَيْسَ لنا إِلَّا الصُّدُور وقاء)
(فَوَلوا بأقفاء الْإِمَاء كَأَنَّهُمْ ... لَدَى الروع معزى مَا لَهُنَّ رعاء)
وَإِنَّمَا جمع رحى وَقفا على أرحاء وأقفاء لِأَنَّهُمَا ثلاثيان والثلاثية على اخْتِلَاف صيغها تجمع على أَفعَال لَا على أفعلة، وَإِنَّمَا فعال على اخْتِلَاف فائه يجمع على أفعلة نَحْو قبَاء وأقبية وغراب وأغربة وَكسَاء وأكسية، وعَلى مقاد هَذَا الأَصْل يجمع ندى على أندية فَأَما قَول ابْن محكان:
1 / 68