فَإِن قيل: فَلم جمع عيد على أعياد وَأَصله الْوَاو بِدلَالَة اشتقاقه من عَاد يعود فَالْجَوَاب عَنهُ أَن يُقَال: أَنهم فعلوا ذَلِك لِئَلَّا يلتبس جمع عيد بِجمع عود، كَمَا قَالُوا: هُوَ أليط بقلبي مِنْك، وَأَصله من الْوَاو ليفرقوا بَينه وَبَين قَوْلهم: هُوَ ألوط من فلَان.
وكما قَالُوا أَيْضا: هُوَ نشيان للْخَبَر ليفرقوا بَينه وَبَين نشوان من السكر.
وَمِمَّا يعضد أَن جمع ريح على أَرْوَاح مَا رُوِيَ أَن مَيْسُونُ بنت بَحْدَل لما اتَّصَلت بِمُعَاوِيَة، ونقلها من البدو إِلَى الشأم كَانَت تكْثر الحنين إِلَى أناسها والتذكر لمسقط رَأسهَا، فاستمع إِلَيْهَا ذَات يَوْم وَهِي تنشد:
(لبيت تخفق الْأَرْوَاح فِيهِ ... أحب إليّ من قصر منيف)
(وَلبس عباءة وتقر عَيْني ... أحب إليّ من لبس الشفوف)
(وَأكل كسيرة فِي كسر بَيْتِي ... أحب إِلَيّ من أكل الرَّغِيف)
(وأصوات الرِّيَاح بِكُل فج ... أحب إليّ من نقر الدفوف)
(وكلب ينبح الطراق دوني ... أحب إليّ من قطّ أُلُوف)
(وَبكر يتبع الأظعان صَعب ... أحب إليّ من بغل زفوف)
(وخرق من بني عمي نجيف ... أحب إِلَيّ من علج عليف)
فَلَمَّا سمع مُعَاوِيَة الأبيات قَالَ لَهَا: مَا رضيت ابْنة بَحْدَل حَتَّى جَعَلتني علجا عليفا.
[٣٥] وَيَقُولُونَ: باقلاء مدود، وَطَعَام مسوس، وَخبر مكرج، ومتاع مقارب، وَرجل موسوس
فيفتحون مَا قبل الْحَرْف الْأَخير من كل كلمة، وَالصَّوَاب كَسره،
1 / 49