176

درة الغواص في أوهام الخواص

محقق

عرفات مطرجي

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨/١٩٩٨هـ

مكان النشر

بيروت

الاسمين المركبين، وَوجه الْكَلَام أَن ينْسب إِلَى الصَّدْر مِنْهُمَا، فَيُقَال: رامي، لِأَن الِاسْم الثَّانِي من الاسمين المركبين ينزل منزلَة تَاء التَّأْنِيث الَّتِي تقع طارفة، وتلتحق بعد تَمام الْكَلَام، فَوَجَبَ لذَلِك أَن تسْقط فِي النّسَب كَمَا تسْقط تَاء التَّأْنِيث فِيهِ، وعَلى هَذِه الْقَضِيَّة قيل فِي النّسَب إِلَى آذربيجان: آذري، كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث أبي بكر ﵁، قَالَ: لتأملن النّوم على الصُّوف الآذري كَمَا يألم أحدكُم النّوم على حسك السعدان.
وَقد رَوَاهُ بَعضهم الأذربي، وَالصَّحِيح الأول.
وَأَجَازَ أَبُو حَاتِم السجسْتانِي أَن ينْسب إِلَى الاسمين جَمِيعًا، وَاحْتج فِيهِ بقول الشَّاعِر:
(تَزَوَّجتهَا رامية هرمزية ... بِفضل الَّذِي أعْطى الْأَمِير من الْوَرق)
وَلم يطابقه على هَذَا القَوْل غَيره بل منع سَائِر النَّحْوِيين مِنْهُ لِئَلَّا تَجْتَمِع علامتا النّسَب فِي الِاسْم الْمَنْسُوب، وحملوا الْبَيْت الَّذِي احْتج بِهِ على الشذوذ.
وَاعْتِرَاض الشاذ لَا ينْقض مباني الْأُصُول، نعم وَعِنْدهم أَنه مَتى وَقع لبس فِي النّسَب إِلَى الِاسْم الْمركب لم ينْسب إِلَيْهِ، ولهذه الْعلَّة منعُوا من النّسَب إِلَى أحد عشر ونظائره إِذْ لَا يجوز النّسَب إِلَى مَجْمُوع الاسمين فَيُقَال: أحد عشريّ، كَمَا تَقول الْعَامَّة فِي النّسَب إِلَى الثَّوْب الَّذِي طوله أحد عشر شبْرًا، وَلَا يجوز أَن ينْسب إِلَى أَوله لاشتباهه

1 / 184