الدرة الغراء في نصيحة السلاطين والقضاة والأمراء

محمود بن إسماعيل بن إبراهيم الجذبتي ت. 843 هجري
79

الدرة الغراء في نصيحة السلاطين والقضاة والأمراء

الناشر

مكتبة نزار مصطفى الباز

مكان النشر

الرياض

رَعيته؛ لِأَن آفَة الظُّلم أسْرع لإِزَالَة دولة السلاطين. شعر: // (الرجز) // (سهم دموع الباكيات فِي السحر ... أنفذ فِي الْإِنْسَان من سهم الْوتر) . وكما قَالَ ﵇: " ثَلَاثَة لَا ترد دعوتهم: الصَّائِم حِين يفْطر، وَالْإِمَام الْعَادِل، ودعوة الْمَظْلُوم يرفعها الله فَوق الْغَمَام، وَيفتح لَهَا أَبْوَاب السَّمَاء، وَيَقُول الرب: وَعِزَّتِي، وَجَلَالِي، لأنصرنك، وَلَو بعد حِين ". وَرُوِيَ عَن أبي ذَر ﵁ أَنه قَالَ: " قلت: يَا رَسُول الله، مَا كَانَت صحف إِبْرَاهِيم ﵇؟ قَالَ: " أَمْثَالًا كلهَا: أَيهَا الْملك، الْمُسَلط، المبتلي، الْمَغْرُور، إِنِّي لم أَبْعَثك لِتجمع الدُّنْيَا بَعْضهَا على بعض، وَلَكِن بَعَثْتُك لِترد عني دَعْوَة الْمَظْلُوم، فَإِنِّي لَا أردهَا وَلَو كَانَت من كَافِر ". قلت: يَا رَسُول الله، مَا كَانَت صحف مُوسَى ﵇؟ قَالَ: كَانَت عبرا كلهَا: عجبت لمن أَيقَن بِالْمَوْتِ كَيفَ يفرح؟ ﴿وَعَجِبت لمن أَيقَن بِالْقدرِ ثمَّ هُوَ ينصب﴾ وَعَجِبت لمن يرى الدُّنْيَا، وَتَقَلُّبهَا بِأَهْلِهَا ثمَّ يطمئن إِلَيْهَا ﴿وَعَجِبت لمن أَيقَن بِالْحِسَابِ غَدا ثمَّ لَا يعْمل﴾ .

1 / 182