الدرة الغراء في نصيحة السلاطين والقضاة والأمراء

محمود بن إسماعيل بن إبراهيم الجذبتي ت. 843 هجري
42

الدرة الغراء في نصيحة السلاطين والقضاة والأمراء

الناشر

مكتبة نزار مصطفى الباز

مكان النشر

الرياض

وَقَالَ ﵇: " إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة لَا يبْقى ظلّ وَلَا ملْجأ إِلَّا ظلّ الله تَعَالَى، وَلَا يستظل بظله إِلَّا سَبْعَة أنَاس: إِمَام عَادل عدل فِي رَعيته، وشاب نَشأ فِي عبَادَة ربه، وَرجل يكون فِي السُّوق وَقَلبه فِي الْمَسْجِد، ورجلان تحابا فِي الله، وَرجل ذكر الله تَعَالَى فِي خلوته، وأذرى دمعه من مقلته، وَرجل دَعَتْهُ إمرأة ذَات جمال وَمَال إِلَى نَفسهَا فَقَالَ: إِنِّي أَخَاف الله، وَرجل تصدق سرا بِيَمِينِهِ، وَلم يشْعر شِمَاله ". وَقَالَ ﵇: " أحب النَّاس إِلَى الله - تَعَالَى - وأقربهم مِنْهُ السُّلْطَان الْعَادِل، وأبغضهم إِلَيْهِ وأبعدهم عَنهُ السُّلْطَان الجائر ". وَقَالَ ﵇: " وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ إِنَّه ليرْفَع للسُّلْطَان الْعَادِل إِلَى السَّمَاء من الْعَمَل مثل عمل جملَة رَعيته، وكل صَلَاة يُصليهَا تعدل سبعين ألف صَلَاة ". فَإِذا كَانَ كَذَلِك، فَلَا نعْمَة أجل من أَن يعْطى العَبْد دَرَجَة السلطة، وَيجْعَل سَاعَة من عمره بِجَمِيعِ عمر غَيره، وَمن لم يعرف قدر هَذِه النِّعْمَة، واشتغل بظلمة وهواه يخَاف عَلَيْهِ أَن يَجعله الله تَعَالَى من جملَة أعدائه، كَمَا قَالَ ﵇: " مَا من عبد ولاه الله تَعَالَى أَمر رعية فغشهم، وَلم ينصح لَهُم، وَلم يشفق عَلَيْهِم إِلَّا حرم الله عَلَيْهِ الْجنَّة ".

1 / 145