60

فلما كانت الليلة الثانية عادت بمثل قولها ثم مر، فلما كانت الليلة الثالثة عادت بمثل قولها، فقالت: ويحك ومن أحمد؟

قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب يتيم قريش، صاحب الغرة الحجلاء والنور الساطع. فلما تكلم بهذا الكلام نظرت الى صنمها يمشي مرة ويعدو مرة ويقول:

ويلي من هذا المولود، هلكت الأصنام.

قال: وكانت الجرهمانية تنوح على نفسها بهذا الحديث (1).

وقيل: لما ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال أبو طالب لفاطمة بنت أسد: أي شيء خبرتك به آمنة أنها رأت حيث ولدت هذا المولود؟

قالت: خبرتني أنها لما ولدته خرج معتمدا على يده اليمنى، رافعا رأسه الى السماء، يصعد منه نور في الهواء حتى ملأ الافق.

فقال لها أبو طالب: استري هذا ولا تعلمي به أحدا، أما إنك ستلدين مولودا يكون وصيه (2).

فصل في ذكر تنقله في الأصلاب الطاهرة والأرحام الزكية من آدم (عليه السلام) الى أن ولده أبوه عبد الله رضى الله عنه

حدث أبو محمد عبد الله بن حامد، قال: أخبرنا أبو صالح خالد بن محمد بن اسماعيل البخاري ببخارى فيما قرأت عليه، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن حمزة الأنصاري، قال حدثنا عبد الرحمن بن اسماعيل الدمشقي دحيم، قال حدثنا بشر بن بكر السيسي، عن بكر بن أبي مريم، عن سعيد بن عمرو

صفحة ٦٣