107

فزج بي في النور زجة حتى انتهيت الى حيث ما شاء الله من علو ملكوته، فنوديت: يا محمد. قلت: لبيك ربي تباركت وتعاليت. فنوديت: يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فإياي فاعبد وعلي فتوكل، فإنك نوري في عبادي، ورسولي الى خلقي، وحجتي على بريتي، لمن اتبعك خلقت جنتي، ولمن خالفك خلقت ناري، ولأوصيائك أوجبت كرامتي، ولشيعتهم أوجبت ثوابي.

فقلت: يا رب ومن أوصيائي؟

فنوديت: يا محمد أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي. فنظرت وأنا بين يدي ربي جل جلاله الى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا، في كل نور سطر أخضر عليه اسم وصي من أوصيائي، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمتي.

فقلت: يا رب أهؤلاء أوصيائي بعدي؟

فنوديت: يا محمد هؤلاء أوليائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي، وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك، وعزتي وجلالي لاظهرن بهم ديني، ولاعلين بهم كلمتي، ولاطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي، ولاملكنه مشارق الأرض ومغاربها، ولاسخرن له الرياح، ولاذللن له السحاب الصعاب، ولأرقينه في الأسباب ولأنصرنه بجندي، ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي، ثم لاديمن ملكه، ولاداولن الأيام بين أوليائي الى يوم القيامة (1).

فصل في ذكر أحواله (صلى الله عليه وآله) من بعد الإسراء الحين الهجرة

ولما رأت قريش أن أمره (صلى الله عليه وآله) قد فشا في القبائل وأن عمه أبا طالب قائم

صفحة ١١٠