الدر المصون
محقق
الدكتور أحمد محمد الخراط
الناشر
دار القلم
مكان النشر
دمشق
أن «الكتاب» صفة أو بدلٌ أو بيان، و«لا ريب» خبرٌ أول، وأن يكون خبرًا ثالثًا ل «ذلك»، على أن يكون «الكتاب» خبرًا أول و«لا ريبَ» خبرًا ثانيًا، وأن يكونَ منصوبًا على الحال من «ذلك» أو من «الكتاب» والعاملُ «فيه»، على كلا التقديرين اسمُ الإِشارةِ، وأن يكونَ حالًا ومن الضمير في «فيه»، والعاملُ ما في الجار والمجرور من معنى الفعل، وجَعْلُه حالًا ممَّا تقدَّم: إمَّا على المبالغة، كأنه نفس الهدى، أو على حذف مضاف أي: ذا هدى أو على وقوعِ المصدر موقعَ اسم الفاعل، وهكذا كلُّ مصدرٍ وقع خبرًا أو صفة أو حالًا فيه الأقوالُ الثلاثةُ أرجحُها الأولُ. وأجازوا أن يكونَ «فيه» صفةً لريب فيتعلَّقَ بمحذوفٍ، وأن يكونَ متعلقًا بريب، وفيه إشكالٌ، لأنه يَصير مُطَوَّلًا، واسمُ «لا» إذا كان مطولًا أُعرِب، إلا أَنْ يكونَ مُرادُهم أنه معمولٌ لِما دَلَّ عليه «ريبَ» لا لنفس «ريب» .
وقد تقدَّم معنى «الهدى» عند قوله تعالى: ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ [الفاتحة: ٦]، و«هُدَى» مصدرٌ على فُعَل، قالوا: ولم يَجىءْ من هذا الوزن في المصادر إلا: سُرى وبُكى وهُدى، وقد جاء غيرُها، وهو: لَقِيْتُه لُقَى، قال:
١٠٨ - وقد زعموا حِلْمًا لُقاك ولم أَزِدْ ... بحمدِ الذي أَعْطَاك حِلْمًا ولا عَقْلا
والهُدى فيه لغتان: التذكير، ولم يَذْكُرِ اللِّحياني غيرَه، وقال الفراء: «بعضُ بني أسد يؤنِّثُه فيقولون: هذه هدىً» .
و«في» معناها الظرفية حقيقةً أو مجازًا، نحو: زيدٌ في الدار،
﴿وَلَكُمْ
1 / 87