الدر المنثور في التفسير بالمأثور
الناشر
دار الفكر
مكان النشر
بيروت
الْفجْر فصلى النَّبِي ﷺ رَكْعَتَيْنِ خفيفتين قَالَ: فَسَمعته يَقُول: اللَّهُمَّ رب جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وإسرافيل وَمُحَمّد أعوذ بك من النَّار ثَلَاث مَرَّات
وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد عَن عَائِشَة أَن النَّبِي ﷺ أُغمي عَلَيْهِ وَرَأسه فِي حجرها فَجعلت تمسح وَجهه وَتَدْعُو لَهُ بالشفاء فَلَمَّا أَفَاق قَالَ: لَا بل أسأَل الله الرفيق الْأَعْلَى مَعَ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وإسرافيل ﵈
قَوْله تَعَالَى: وَلَقَد أنزلنَا إِلَيْك آيَات بَيِّنَات وَمَا يكفر بهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ أَو كلما عَاهَدُوا عهدا نبذه فريق مِنْهُم بل أَكْثَرهم لَا يُؤمنُونَ وَلما جَاءَهُم رَسُول من عِنْد الله مُصدق لما مَعَهم نبذ فريق من الَّذين أُوتُوا الْكتاب كتاب الله وَرَاء ظُهُورهمْ كَأَنَّهُمْ لَا يعلمُونَ
أخرج ابْن إِسْحَق وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ ابْن صوريا للنَّبِي ﷺ: يَا مُحَمَّد مَا جئتنا بِشَيْء نعرفه مَا أنزل الله عَلَيْك من آيَة بَيِّنَة فَأنْزل الله فِي ذَلِك ﴿وَلَقَد أنزلنَا إِلَيْك آيَات بَيِّنَات وَمَا يكفر بهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ﴾ وَقَالَ مَالك بن الضَّيْف: حِين بعث رَسُول الله ﷺ وَذكر مَا أَخذ عَلَيْهِم من الْمِيثَاق وَمَا عهد إِلَيْهِم فِي مُحَمَّد وَالله مَا عهد إِلَيْنَا فِي مُحَمَّد وَلَا أَخذ علينا ميثاقًا فَأنْزل الله تَعَالَى ﴿أَو كلما عَاهَدُوا عهدا﴾ الْآيَة
وَأخرج ابْن جرير من طَرِيق الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿وَلَقَد أنزلنَا إِلَيْك آيَات بَيِّنَات﴾ يَقُول: فَأَنت تتلوه عَلَيْهِم وتخبرهم بِهِ غدْوَة وَعَشِيَّة وَبَين ذَلِك
وَأَنت عِنْدهم أُمِّي لم تقْرَأ كتابا وَأَنت تخبرهم بِمَا فِي أَيْديهم على وَجهه فَفِي ذَلِك عِبْرَة لَهُم وَبَيَان وَحجَّة عَلَيْهِم لَو كَانُوا يعلمُونَ
وَأخرج ابْن جرير عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿نبذه﴾ قَالَ: نقضه
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن جريج فِي قَوْله ﴿نبذه فريق مِنْهُم﴾ قَالَ: لم يكن فِي الأَرْض عهد يعاهدون إِلَيْهِ إِلَّا نقضوه ويعاهدون الْيَوْم وينقضون غَدا قَالَ: وَفِي قِرَاءَة عبد الله: نقضه فريق مِنْهُم
1 / 232