الدر الفريد وبيت القصيد
محقق
الدكتور كامل سلمان الجبوري
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
(١) هَذَا مِثْلُ قَوْلِ عُمَرُ بن أَبِي رَبِيْعَةَ: فَمَا أَنْسَ مِل أَشْيَاءِ لَا أَنْسَ مَوْقِفِي ... وَمَوْقِفُهَا وَهْنًا بِقَارِعَة النَّخْلِ فَلَمَّا تَوَاقَفْنَا عَرِفْتُ الَّذِي بِهَا ... كَمِثْلِ الَّذِي بِي حَذْوَكَ النَّعْلِ بالنَّعْلِ يُرِيْدُ فَمَا أنْسَ مِنَ الأَشْيَاءِ وَلَكِنْ حَذَفَ النُّوْنُ لِقُرْبِ مَخْرَجِهَا مِنَ اللَّامِ فَكَانَتَا كَالحَرْفَيْنِ يَلتقِيَانِ عَلَى لَفْظٍ فَيُحْذَفُ أحَدُهُمَا. وَمِنْ كَلَامِ العَرَبِ أَنْ تَحْذِفَ النُّوْنُ يُرِيْدُ فَمَا إِذَا لَقِيَتْ لَامَ المَعْرِفَةِ ظَاهِرَةً فَيَقُوْلُوْنَ فِي بَنِي الحَارِثِ وَبَنِي العَنْبَرِ وَمَا أَشْبَهَ. ذَلِكَ بِلحَرِثِ وَبِلعَنْبَرَ كَمَا يَقُوْلُوْنَ عَلْمَاءِ بَنُو فُلَانَ أَيْ عَلَى المَاء فَيَحْذِفُوْنَ. (٢) وهذه القصيدة من محاسن الشعر، ولا يكاد يخلو من بعضها ما يستحسنه الأدباء وفي جمعهم فأحببت إيرادها كلها تمامًا وهي (١): لِلَيْلى بذِاتِ الْجَيْشِ دارٌ عَرَفْتُها ... وَأُخرى بِذاتِ الْبَيْنِ آياتَها سَطْسرُ كأَنَهما م الآنَ لَمْ يَتَغَيَّرا ... وَقَدْ مَرَّ لِلدّارَيْنِ مِنْ بَعْدِنَا عَصْرُ وَقَفْتُ بِرَسْيَهْا فَلَمّا تَنَكَّرَتْ ... صدَفْتُ وَعَيْنِي دَمْعُها سَرِبٌ هَمْرُ وَيُروْىَ: وَقَفْتُ بِرَبْعَيْها. أَلَا أيُّها الرَكْبُ المخبون هَلْ لَكُمْ ... بساكِنِ أَجْزاعِ الحِمَى بَعْدَنَا خُبْرُ فَقَالُوا طَوَيْنا ذَاكَ لَيلًا فإن يكنْ بهِ ... بَعْضُ مَنْ تَهْوَى فَمَا شَعَر السَّفْرُ وَفِي الدَّمْعِ إِنْ كَذَّبْتُ بِالْحُب شاهِدٌ ... يُبَيّنُ ما أُخْفِي كَمَا بَيَّنَ الْبَدْرُ صَبَرْتَ فَلَمَا عَالَ نَفْسِي وَشَفَّها ... عَجارِيفُ وَمَا تَأْتِي بهِ غُلِبَ الصَّبْرُ إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْحَبيبَيْنِ رِدَّة ... سِوى ذِكْرِ شِيْءٍ قَدْ مَضَى دَرَسَ الذِّكْرُ إِذَا قُلْتُ هذا حِينَ أَسْلُو يُهيجُنِي ... نَسيُم الصَّبا مِنْ حَيْثُ يَطَّلعُ الْفَجْرُ _________ (١) بعضها في أشعار الهذليين ٢/ ٩٥٦.
1 / 91