الدر الفريد وبيت القصيد
محقق
الدكتور كامل سلمان الجبوري
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
-٥٤ -
[يقول كاتبه]:
كُنْتُ قَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَى بَلْدَةِ النِّيْلِ في أَوَاخِرِ شَعْبانَ مِنْ شُهُوْرِ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمانِيْنَ وَسِتِّمِائَةٍ صُحبَةُ قاضِيْها جَمال الدِّيْنِ يُوْسُفِ بن أبِي الجَّيْشِ فَأَرادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى قاضِي القُضَاةِ عزّ الدِّيْنِ ابن الرّكابِيّ كِتابًا يُهَنِّيْهِ بِشَهْرِ الصِّيامِ وسألني أَبْياتًا يَكْتبُها في صَدْرِ الكِتابِ فَقُلْتُ مُرْتَجِلًا:
أَعاد اللَّهُ أَيَّامَ الصِّيامِ عَلَى ... قُطْبِ الشَّرِيْعَةِ أَلْفَ عامِ
عَلَى قاضِي القُضاةِ وَمَنْ عَلَاهُ ... يَحِلُّ عَنِ الضَّرِيْبِ أَو المسَامِي
وَأَنْفَذَ حكْمَهُ شَرْقًا وَغَرْبًا ... وَبَلَّغَهُ بِها كُلَّ المَرامِ
أَمَالِكنا وَسَيِّدنَا جَمِيْعًا ... وَمَوْلَانا الإِمَامُ ابنُ الإِمَامِ
وَمَنْ دَانَت بِطاعَتِهِ البرَايَا ... فَبَثَّ العَدْلَ في كُلِّ الأَنَامِ
وَأَوْضَحَ نَهْج هَذَا الحَقِّ رُشْدًا ... وَعَلَّمَنا الحَلَالَ مِنَ الحَرَامِ
تَهَنَّى بِصَوْمِكَ المَيْمُوْنِ واسْلَمْ ... لأَهْلِ العِلْمِ وابْقَ عَلَى الدَّوامِ
(٢/ ١٦٠)
-٥٥ -
كاتبهُ (عفا اللَّه عنه):
أستغفِرُ اللَّه آخر الكَلِم ... مِن عَثَراتِ اللِّسانِ والقَلمِ
وفاحشات كتبتها بيدي ... وخطوات زللن بالقدم
ومن زمان أضعته سفهمًا ... في ترهات القريض والحكم
وموبقات ركبت أخطرها ... أما بقلبي وهاجرات فمي
أتوب مما جنيتُ معتذرًا ... بفيض الدموع والندم
يا رب عفوًا فأنتَ مع الـ ... ـقدرة ذو رحمةٍ وذو كرم
1 / 49