الدر الفريد وبيت القصيد
محقق
الدكتور كامل سلمان الجبوري
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
وَكَقَوْلِ عُمَر بن أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيِّ (١): [من الطويل]
وَلَمَّا تَفَاوَضْنَا الحَدِيْثَ وَأَسْفَرَتْ ... وُجُوْهٌ زَهَاهَا الحُسْنُ أَنْ تَتَبَرْقَعَا
تَبَالَهْنَ بِالعِرْفَانِ لَمَّا رَأَيْنَنِي ... وَقُلْنَ امْرُؤٌ بَاغٍ أكَلَّ وَأوْضَعَا
وَقَرَّبْنَ أَسْبَابَ الهَوَى لِمُتَيَّمٍ ... يَقِيْسُ ذِرَاعًا كُلَّمَا قِسْنَ إصْبَعَا (٢)
فَقُلْتُ لِمُطْرِيْهِنَّ: وَيْحَكَ إِنَّمَا ... ضَرَرْتَ فَهَل تَسْطِيْعُ نَفْعًا فَتَنْفَعَا؟
وَكَثيْرٌ مِنْ هَذَا البَابِ. وَإِنَّمَا نُوْرِدُ مِنْهُ مَا يَدُلُّ عَلَى نَوْعِهِ. وَهَذَا المِقْدَارُ كَافِ
= جَرُوا عَلَى أَدَبٍ مِنِّي بِلَا نَزَقٍ ... وَلَا إِذَا شَمَّرَت حَرْبٌ بِأَغْمَارِ
وَسَوْفَ تُخْلِفُهُ إِنْ كُنْتَ قَاتِلَهُ ... رَبٌّ كَرِيْمٌ وَبِيْضٌ ذَاتَ إِظْهَارِ
لَا سِرُّهُنَّ لَدَيْنَا ضَائِعٌ مَذِقٌ ... وَكَاتِمَاتٌ إِذَا استُوْدِعْنَ أَسْرَارِي
فَقَالَ تَقْدِمَةً إِذْ قَامَ يَقْتلهُ ... أَشْرِفْ سَمَوْءَلَ فَانْظُر لِلدّمِ الجَّارِي
أَأَقْتُلُ ابْنكَ صبْرًا أَوْ يَجِيْءُ بِهَا ... طَوْعًا فَأنْكرُ هَذَا أَيُّ إِنْكَارِ
فَشَلَّ أَوْدَاجَهُ وَالصَّدْرُ فِي مَضَضٍ ... عَلَيْهِ مُنْطَوِيًا كَاللِّذْعِ بِنذَارِ
وَاخْتَارَ أَدْرَاعَهُ أَنْ لَا يُسَبَّ بِهَا ... وَلَكم يَكُنْ عَهْدُهُ فِيْهَا بِخَتَّارِ
وقاتل لَا يَشْتَرِي عَارًا بِمَكْرُمَةٍ ... وَاخْتَارَ مَكْرُمَةَ الدُّنْيَا عَلَى العَارِ
وَالصَّبْرُ مِنْهُ قَدِيْمًا شِيمة خُلُقٌ ... وَزنْدُهُ فِي الوَفَاءِ الثَّاقِبُ الوَارِي (١)
فَانْظُر إِلَى قَوْلِهِ أَأَقْتلُ ابْنَكَ صَبْرًا أَوْ تَجِيْءُ بِهَا فَأَضْمَر الادْرَاعَ الَّتِي أَوْدَعَهُ امْرُؤُ القَيْسِ ثُمَّ أَظْهَرَهَا فِي قَوْلِهِ وَاخْتَارَ أَدْرَاعُهُ أَلَّا يُسَبُّ بِهَا فَتَلَاقَى فِي ذَلِكَ الخَلَلَ بِهَذَا الشَّرْحِ فَاسْتَغْنَى سَامِعُ الأَبْيَاتِ عَنِ اسْتِمَاعِ القِصَّةِ لاشْتِمَالِهَا عَلَى الخَبَرِ كُلِّهِ بِأَوجَزِ لَفْظٍ وَأَحْسَنِ عِبَارَةٍ وَسِيَاقَةٍ.
(١) ديوانه ص ٢٠٩ - ٢١٠.
(٢) إِصْبَعٌ فِيْهَا لُغَاتٌ أَحدُهَا بِكَسْرِ الأَلِفِ وَفتحِ البَاءِ وَأُخْرَى بِضمِّ الأَلِفِ وَالبَاءِ وَأُخْرَى أُصْبُوعٌ بِالضَّمِّ عَلَى وَزْنِ فَعْلُوْلٍ وَإِنْ وَرَدَ غَيْرُ ذَلِكَ فَاللُّغَاتِ كَثِيْرَةٌ (٢).
(١) ديوان الأعشى ص ١٧٤.
(٢) لسان العرب (صبع).
1 / 297