268

الدر الفريد وبيت القصيد

محقق

الدكتور كامل سلمان الجبوري

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

وَدِلَالَةُ التَّتْبِيْعِ (١): (وَهُوَ الإرْدَافُ):
التَّتْبِيْعُ: هُوَ أَنْ يُرِيْدَ الشَّاعِرُ مَعْنًى فَلَا يَتَأتَّى لَهُ بِاللَّفْظِ الدَّالِّ عَلَيْهِ، بَلْ بِلَفْظٍ تَابِعٍ لَهُ، فَإِذَا دَلَّ التَّابِعُ، أَبَانَ عَنِ المَتْبُوْعِ، وَأَوْضَحَهُ. وَأَحْسَنُ مَا قِيْلَ وَأَبْدَعَهُ قَوْلُ عُمَرَ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيِّ (٢): [من الطويل]
بَعِيْدَةُ مَهْوَى القُرْطِ إمَّا لِنَهْشَلٍ أبُوْهَا ... وَإمَّا عَبْدُ شَمْسٍ وَهَاشِمُ (٣)
وَإِنَّمَا ذَهَبَ إِلَى وَصْفِ طُوْلِ الجِّيْدِ فلم يَذْكُرهُ بِلَفْظِهِ الخَاصِّ بِهِ، بلْ أَتَى بِمَعْنًى

= فَتَعلقن بِبَنَاتِ نَعْشٍ هَارِبًا ... أَوْ بِالبُحُوْرِ وَشدَّةِ الأَمْوَاجِ
مَنْ سَدَّ مُطَّلِعَ النّفَاقِ عَلَيْهُمُ ... أَمْ مَنْ يَصوْلُ كَصوْلَةِ الحَجَّاجِ
أَم مَنْ يَغَارُ عَلَى النِّسَاءِ حَفِيْظَةً ... إِذْ لَا - بِغَيْرِهِ الأزْوَاجِ
إِنَّ ابنَ يُوْسُفَ فَاعْلَمُوا وَتَيَقَّنُوا ... مَاضِي البَصيْرَةِ وَاضحُ المِنْهَاجِ
إِنَّي لِمُرْتَقِبٌ لَمَّا خَوَّلْتَنِي ... وَلِفَضْلِ سَيْبك يَابن يُوْسُفَ رَاجِ
* * *
يُقَالُ: إنَّه لَمَّا نُعِيَ الفَرَزْدَقُ إِلى جَريرٍ قالَ (١):
اعَمْرِي لَئِنْ كَانَ المخبرُ صادِقًا ... لقدْ عَظُمَتْ بَلوى تميمٍ وَجَلَّتِ
فَلَا حَمَلَتْ بعدَ الفرزدقِ حُرة ... ولا ذَاتُ بَعْلٍ مِنْ نفاسٍ تَعَلَّتِ
هُوَ الْواحِدُ الْمَخبوء وَالرَاقعُ الّذي ... إِذَا النَّعْلُ يَوْمًا بِالعَشِيَرةِ زَلَّتِ
(١) الدِّلَالَةُ بِالكَسْرِ الصِّنَاعَةُ وَالدِّلَالَةُ بِالفَتْحِ هِيَ نَفْسُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ.
(٢) ديوانه ص ٣١٤.
(٣) وَهَذَا البَيْتُ مِنْ جُمْلَةِ أَبْيَاتٍ لِعُمَرَ فَصيْحَةِ الأَلْفَاظِ يَقُوْلُ مِنْهَا (٢):
نَظَرْتُ إِلَيْهَا بِالمُحَصَّبِ مِنْ مُنًى ... ولي نَظَرٌ لَوْلَا التَّحَرُّجِ عَارِمُ
فَقُلْتُ أَشَمْسٌ أَمْ مَصَابِيْحُ رَبِيْعَةٍ ... بَدَتْ لَك تَحْتَ الحجْبِ أَمْ أَنْتَ حَالِمُ

(١) ديوان جرير ٦٣٦.
(٢) لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص ٣١٤.

1 / 270