درر السلوك في سياسة الملوك

الماوردي ت. 450 هجري
23

درر السلوك في سياسة الملوك

محقق

فؤاد عبد المنعم أحمد

الناشر

دار الوطن

مكان النشر

الرياض

مُقَلدًا وَقَالَ بعض الْحُكَمَاء الاستسلام لرأي المشير هُوَ الْعَزْل الْخَفي فَإِذا أظهروه من مَكْنُون آرائهم سبرها بِرَأْيهِ واختبرها بعقله وسألهم عَن أُصُولهَا وفروعها وباحثهم عَن أَسبَابهَا ونتائجها وَلم يبد لَهُم رَأْيه فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد بذلك ثَلَاث خِصَال إِحْدَاهُنَّ معرفَة عقله وَصِحَّة رُؤْيَته وَالثَّانيَِة معرفَة عقل صَاحبه وصواب رَأْيه وَالثَّالِثَة وضوح مَا انغلق من الصَّوَاب فَإِذا تقرر لَهُ الرَّأْي أَمْضَاهُ وَلم يَأْخُذهُمْ بعواقب الإكداء فِيهِ فَإِنَّمَا على الناصح الِاجْتِهَاد وَلَيْسَ عَلَيْهِ ضَمَان النجاح وَقد قيل فِي الْمثل الطَّالِب للنجاح كالضارب للقداح سهم لَهُ وَسَهْم عَلَيْهِ الْأَخْلَاق المتقابلة فِي الْمُلُوك وليعلم أَن أَرْبَعَة أَخْلَاق مُقَابلَة لَيْسَ يعرى مِنْهَا أَو من أبدالها ملك فَإِن اسْتعْملت فِي غير موضعهَا أَو أخرجت عَن حَدهَا

1 / 76