274

لا تحزن

الناشر

مكتبة العبيكان

تصانيف

وذكروا عنْ طه حسين - الكاتبِ المصريِّ - أنه قال لسائقِهِ: لا تُسرعْ حتى نصِل مبكِّرين. وهذا معنى مثلٍ: رُبَّ عجلةٍ تهبُ ريْثًا. قال الشاعرُ: قد يُدرِكُ المُتأنِّي بعض حاجتِه ... وقدْ يكونُ مع المتعجِّلِ الزَّللُ فالتَّوقِّي لا يُعارضُ القدر، بلْ هو منهُ، ومنْ لُبِّهِ ﴿وَلْيَتَلَطَّفْ﴾، ﴿تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ﴾ . اكْسبِ الناس ومنْ سعادةِ العبدِ قُدرتُه على كسْبِ الناس، واستجلاب محبَّتِهم وعطفِهم، قال إبراهيمُ ﵇: ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾، قال المفسرون: الثّناءُ الحسنُ. وقال ﷾ عنْ موسى: ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي﴾ . قال بعضُهم: ما رآك أحدٌ إلا أحبَّك. وفي الحديثِ الصحيحِ: «أنتم شهداءُ اللهِ في الأرض» . وألسنةُ الخلْقِ أقلامُ الحقِّ. وصحَّ: «أن جبريل يُنادي في أهلِ السماءِ: إنَّ يحبُّ فلانًا فأحبُّوه، فيُحبُّهُ أهلُ السماءِ، ويُوضعُ له القبُول في الأرضِ» .

1 / 299