(يَسرك مظلومًا ويُرضيك ظالمًا ... وكلّ الذي حملته فهو حامله)
ومثله قول الآخر:
(أخو الجد إن جَدَّ الرجالُ وشمروا ... وذو باطلٍ إن كان في الناس باطلُ)
ومن المديح المفرط قول منصور النمري في هارون:
(إذا ما عددَت الناسَ بعد محمدٍ ... فليس لهارونَ الإمامِ نظيرُ)
فضله على أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة ﵃، وهذا مكروه جدًا وأكره منه قول أبي نواس:
(تنازعَ الأحمدانِ الشبةَ فاشتبها ... خَلقًا وخُلقًا كما قُد الشرا كان)
فجعل النبي & ومحمد بن هارون سواءً في الخلق والخلق. وبعد بيت النمري أبيات جياد منها قوله:
(منيع الحمى لكنّ أعناقَ ماله ... بظلّ الندى يسطو بها ويسورُ)
كأنه من قول كثير:
(غُر الرداءِ إذا تبسمَ ضاحكًا ... غلقت لضحكته رقابُ المال)
وهذا من قول الأخطل:
(خرجتُ أجرُ الذيلَ حتى كأنني ... عليك أميرَ المؤمنين أمير)
(وقفتُ على حاليكما فإذا النَدى ... عليك أميرَ المؤمنين أميرُ)
(يروحُ ويغدو ساجيًا في وقاره ... على أنه يوم المرام ذكير)
(وليس لأعباءِ الأمور إذا عرت ... بمكترثٍ لكن لهنَ قَهور)
(يرى ساكنَ الأوصال باسط جهده ... يريك الهوينا والأمورَ تطير)
ولا أعرف في هذا المعنى أجود من هذا البيت. وقالوا أمدح بيت قاله محدث قول النمري في هارون:
(إن المكارمَ والمعروفَ أوديةٌ ... أحلك الله منها حيثُ تجتمعُ)
1 / 58