(طبيبٌ بأخبار الأمور إذا التوت ... من الدهر أعناقُ فأنت قصارها)
وبعد بيت النابغة الجعدي قوله:
(فتى كملتْ أخلاقهُ غير أنه ... جوادٌ فما يبقي من المالِ باقيا)
(أشم طوال الساعدين شمردلٌ ... إذا لم يرح للمجد أصبحَ غاديا)
أخبرنا أبو أحمد أخبرنا محمد بن علي الأجري ببغداد حدثنا أبو العيناء قال قال الأصمعي أنشدت الرشيد أبيات النابغة الجعدي حتى انتهيت إلى قوله:
(أشم طوال الساعدين شمردلٌ ... إذا لم يرحُ للمجد أصبح غاديا)
فقال الرشيد ويله ولم لم يروحه للمجد ألا قال:
(إذا راح للمعروف اصبح غاديا ...)
فقلت وأنت والله يا أمير المؤمنين أعلم منه بالشعر، وكان الرشيد جيد المعرفة ثاقب الفطنة، قال لأبي نواس لم وثب بك أهل مصر قال لقولي:
(فإن يكُ باقي إفك فرعونَ فيكمُ ... فإن عصا موسى بكفِّ خصيبِ)
قال فوثبوا بي وأرادوا قتلي وقالوا جعلت معجزة موسى لخصيب فقال له الرشيد ألا قلت:
(فإن كان باقي إفك فرعونَ فيكمُ ... فباقي عصا موسى بكفِّ خصيبِ)
فيكون شعرك أحسن ويكون سالمًا من التبعة فقال والله يا أمير المؤمنين إنك لأشعر مني وإني لم أفطن لذلك، وأنشده العماني الراجز في صفة الفرس:
(كأنَّ أذنيه إذا تشوّفا ... قادمةً أو قلمًا محرّفا)
فقال له الرشيد دع (كأن) وقل (تخال) حتى يستوي شعرك، وكان قد لحن العماني
1 / 36