البحر : - ( سمي نبينا لم يبق منهم
سواه فعنده حصل الرجاء
تغيب غيبة من غير موت
ولا قتل وسار به القضاء
وبين الوحش يرعى في رياض
من الأفاق مرتعها خلاء
فحل فما بها بشر سواه
بعقوته له عسل وماء
إلى وقت ومدة كل وقت
وإن طالت عليه لها انقضاء
فقل للناصب الهادي ضلالا
تقوم وليس عندهم غناء
فداء لابن خولة كل نذل
يطيف به وأنت له فداء
كأنا بابن خولة عن قريب
ورب العرش يفعل ما يشاء
يهز دوين عين الشمس سيفا
كلمع البرق أخلصه الجلاء
تشبه وجهه قمرا منيرا
يضيء له إذا طلع السناء
صفحة ١
فلا يخفي على أحد بصير
وهل بالشمس ضاحية خفاء
هنالك تعلم الأحزاب أنا
ليوث لا ينهنهها لقاء
فندرك بالذحول بني أمي
وفي ذاك الذحول لهم فناء
صفحة ٢
البحر : -
ألا يا أيها الجدل المعني
لنا ما نحن ويحك والعناء
اتبصر ما نقول وأنت كهل
تراك عليك من ورع رداء
ألا أن الأئمة من قريش
ولاة الحق أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه
هم أسباطة والأوصياء
فأني في وصيته إليهم
يكون الشك منا والمراء
بهم أوصاهم ودعا إليهم
جميع الخلق لو سمع الدعاء
فسبط سبط إيمان وحلم
وسبط غيبته كربلاء
سقي جدثا تضمنه ملث
هتوف الرعد مرتجز رواء
تظل مظلة منها عزال
عليه وتغتدي أخرى ملاء
وسبط لا يذوق الموت حتى
يقود الخيل يقدمها اللواء
صفحة ٣
من البيت المحجب في سراه
شراة لف بينهم الأخاء
عصائب ليس دون أغر أجلي
بمكة قائم لهم انتهاء
ولقد عجبت لقائل لي مرة
علامة فهم من الفقهاء
سماك قومك سيدا صدقوا به
أنت الموفق سيد الشعراء
ما أنت حين تخص آل محمد
بالمدح منك وشاعر بسواء
مدح الملوك ذوي الغني لعطائهم
والمدح منك لهم لغير عطاء
فابشر فإنك فائز في حبهم
لو قد غدوت عليهم بجزاء
ما تعدل الدنيا جميعا كلها
من حوض أحمد شربة من ماء
صفحة ٤
البحر : -
ولقد عجبت لقائل لي مرة
علامة فهم من الفهماء
اهجرت قومك طاعنا في دينهم
وسلكت غير مسالك الفقهاء
هلا فرجت بحب آل محمد
حب الجميع فكنت أهل وفاء
فاجبته بجواب غير مباعد
للحق ملبوس عليه غطائي
أهل الكساء احبتي فهم الذين
فرض الإله لهم علي ولائي
ولمن أحبهم ووالي دينهم
فلهم علي مودة بصفاء
والعاندون لهم عليهم لعنتي
واخصهم مني بقصد هجاء
صفحة ٥
البحر : -
بيت الرسالة والنبوة والذين
نعدهم لذنوبنا شفعاء
الطاهرين الصادقين العا لمين
السادة النجباء
إني علقت بحبهم متمسكا
ارجو بذاك من الإله رضاء
أسواهم أبغي لنفسي قدوة
لا والذي فطر السماء سماء
من كان أول من أباد بسيفه
كفار بدر واستباح دماء
من ذاك نوه جبرئيل باسمه
في يوم بدر يسمعون نداء
لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى
إلا علي رفعة وعلاء
من أنزل الرحمن فيهم هل أتى
لما تحدوا للنذور وفاء
من خمسة جبريل سادسهم وقد
مد النبي على الجميع عباء
من ذا بخاتمه تصدق راكعا
فاثابه ذو العرش عنه ولاء
صفحة ٦
يا راية جبريل سار أمامها
قدما واتبعها النبي دعاء
الله فضله بها ورسوله
والله ظاهر عنده اللألاء
من ذا تشاغل بالنبي وغسله
ورأى عن الدنيا بذاك عزاء
من كان اعلمهم واقضاهم ومن
جعل الرعية والرعاة سواء
من كان باب مدينة العلم الذي
ذكر النزول وفسر الأنباء
من كان أخطبهم وانطقهم ومن
قد كان يشفي قوله البرحاء
من كان أنزعهم من الأشراك أو
للعلم كان البطن منه حفاء
من ذا الذي أمروا إذا اختلفوا بأن
يرضوا به في أمرهم قضاء
من قيل لولاه ولولا علمه
هلكوا وعانوا فتنة صماء
من كان أرسله النبي بسورة
في الحج كانت فيصلا وقضاء
صفحة ٧
من ذا الذي أوصى إليه محمد
يقضي العدات فانفذ الإيصاء
من ذا الذي حمل النبي برأفة
ابنيه حتى جاوز الغمصاء
من قال نعم الراكبان هما ولم
يكن الذي قد كان منه خفاء
من ذا مشى في لمع برق ساطع
إذ راح من عند النبي عشاء
صفحة ٨
البحر : -
لم يزل بالقضيب يعلو ثنايا
في جناها الشفاء من كل داء
قال زيد ارفعن قضيبك ارفع
عن ثنايا غر غذي باتقاء كذا
طالما قد رأيت أحمد يلثمها
وكم لي بذاك من شهداء
صفحة ٩
البحر : -
بكت الأرض فقده وبكته
بإحمرار له نواحي السماء
بكتا فقده أربعين صباحا
كل يوم عند الضحى والمساء
صفحة ١٠
البحر : -
يا آل ياسين يا ثقاتي
أنتم موالي في حياتي
وعدتي إذا دنت وفاتي
بكم لدي محشري نجاتي
إذ يفصل الحاكم القضاء أبرا
. . .
إليكم من الأعادي
من آل حرب ومن زياد
وآل مروان ذي العتاد
وأول الناس في العناد
مجاهر أظهر البراء
. . .
صفحة ١١
البحر : -
وكان له أخا وأمين غيب
على الوحي المنزل حين يوحى
وكان لأحمد الهادي وزيرا
كما هارون كان وزير موسى
وصي محمد وأبو بنيه
وأول ساجد لله صلى
بمكة والبرية أهل شرك
وأوثان لها البدنان تهدى
صفحة ١٢
البحر : -
سماه جبار السما
صراط حق فسمى
فقال في الذكر وما
كان حديثا يفترى
هذا صراطي فاتبعوا
وعنهم لا تخدعوا
فخالفوا ما سمعوا
والخلف ممن شرعا
واجتمعوا واتفقوا
وعاهدوا ثم التقوا
إذا مات عنهم وبقوا
أن يهدموا ما قد بنى
له البساط إذ سرى
وفتية الكهف دعا
فما أجابوا في الندا
سوى الوصي المرتضى
صفحة ١٣
البحر : -
إلى أهل بيت اذهب الرجس عنهم
وصفوا من الأدناس طرا وطيبوا
إلى أهل بيت ما لمن كان مؤمنا
من الناس عنهم في الولاية مذهب
وكم من خصيم لامني في هواهم
وعاذلة هبت بليل تؤنب
تقول ولم تقصد وتعتب ضلة
وآفة أخلاق النساء التعتب
تركت امتداح المفضلين ذوي الندى
ومن في ابتغاء الخير يسعى ويرغب
وفارقت جيرانا وأهل مودة
ومن أنت منهم حين تدعى وتنسب
فأنت غريب فيهم متباعد
كأنك مما يتقونك أجرب
تعيبهم في دينهم وهم بما
تدين به أزرى عليك وأعيب
فقلت دعيني لن أحبر مدحة
لغيرهم ما حج لله أركب
أتنهينني عن حب آل محمد
وحبهم مما به أتقرب
صفحة ١٤
وحبهم مثل الصلاة وإنه
على الناس من بعض الصلاة لأوجب
صفحة ١٥
البحر : -
لعلوة زار الزائر المتأوب
ومن دون مسراها الصفاح فكبكب
تسدت إلينا بعد هدو ودونها
طويل الذري من بطن نخلة أغلب
فقلت لها أني اهتديت ودوننا
قفار ترامى بالركائب سبسب
مخوف الردى قفر كأن نعامه
عذارى عليهن الملاء المجوب
صفحة ١٦
البحر : -
أيا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى
فحتى متى تخفى وأنت قريب
يا بن الوصي ويا سمي محمد
وكنيه نفسي عليك تذوب
فلو غاب عنا عمر نوح لا يقنت
منا النفوس بأنه سيؤوب
صفحة ١٧
البحر : -
نبئت أن أبانا كان عن أنس
يروي حديثا عجيبا معجبا عجبا
في طائر جاء مشويا به بشر
يوما وكان رسول الله محتجبا
أدناه منه فلما أن رآه دعا
ربا قريبا لأهل الخير منتجبا
ادخل إلي أحب الخلق كلهم
طرا إليك فأعطاه الذي طلبا
فاغتر بالباب مغترا فقال لهم كذا
من ذا وكان وراء الباب مرتقبا
من ذا فقال علي قال إن له
شأنا له اهتم منه اليوم فاحتجبا
فقال لا تحجبن مني أبا حسن
يوما وأبصر في أسراره الغضبا
من رده المرة الأولى وقال له
لج واحمد الله وأقبل كل ما وهبا
أهلا وسهلا بخلصاني وذي ثقتي
ومن له الحب من رب السما وجبا
وقال ثم رسول الله يا أنس
ماذا أصاب بك التخليط مكتسبا
صفحة ١٨
ماذا دعاك إلى أن صار خالصتي
وخير قومي لديك اليوم محتجبا
فقال يا خير خلق الله كلهم
أردت حين دعوت الله مطلبا
بأن يكون من الأنصار ذاك لكي
يكون ذاك لنا في قومنا حسبا
فقد دعا ربه المحجوب في أنس
بأن يحل به سقم حوى كربا
فناله السوء حتى كان يرفعه
في وجهه الدهر حتى مات منتقبا
إنا وجدنا له فيما نخبره
بعروة العرش موصولا بها سببا
حبلا متينا بكفيه له طرف
سد العراج إليه العقد والكربا
من يعتصم بالقوى من حبله فله
إن لا يكون غدا في حال من عطبا
قوم غلو في علي لا أبا لهم
وجشموا أنفسا في حبه تعبا
قالوا هو الله جل الله خالقنا
من أن يكون ابن أم أو يكون أبا
صفحة ١٩
فمن أدار أمور الخلق بينهم
إذ كان في المهد أو في البطن محتجبا
أبو حسن غلام من قريش
أبرهم وأكرمهم نصابا
دعاهم احمد لما أتته
من الله النبوة فاستجابا
فادبه وعلمه وأملي
عليه الوحي يكتبه كتابا
فاحصى كلما أملي عليه
وبينه له بابا فبابا
صفحة ٢٠