تُضَمَّنُ بِيضًا كالإوَزِّ ظُرُوفُهَا ... إذا أتْاقُوا أعْناقَها والحَواصِلا (١)
لهَا غَلَلٌ مِنْ رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ ... بأيْمَانِ عُجْمٍ يَنْصُفُونَ المَقاوِلا (٢)
إذا صُفِّقَتْ يَوْمًا لأرْبابِ رَبِّهَا ... سمعتَ لها من واكِفِ العُطبِ وَاشِلا (٣)
فإنْ تَنَأ دارٌ أو يَطُلْ عَهْدُ خُلَّةٍ ... بعاقِبَةٍ أو يُصبِحِ الشّيْبُ شامِلا
فَقَدْ نَرْتَعي سَبْتًا ولَسْنا بجِيرةٍ ... مَحَلَّ المُلُوكِ نُقْدَةً فالمَغاسِلا
لَياليَ تحتَ الخِدْرِ ثِنْيُ مُصِيفَةٍ ... منَ الأدْمِ تَرْتادُ الشُّرُوجَ القَوَابلا (٤)
أنامتْ غَضِيضَ الطَّرْفِ رَخصًا ظُلوفُهُ ... بِذاتِ السُّلَيمِ من دُحَيضَةَ جادِلا (٥)
مَدَى العَينِ مِنْها أنْ يُراعَ بنَجْوَة ٍ ... كقَدْرِ النَّجيثِ ما يَبُذُّ المُنَاضِلا (٦)
فَعادَتْ عَوَادٍ بَيننَا وتَنَكَّرَتْ ... وقالَتْ كفَى بالشَّيبِ للمَرءِ قاتِلا
تَلُومُ على الإهْلاكِ في غَيرِ ضَلَّةٍ ... وهَلْ لي ما أمسكْتُ إنْ كنتُ باخِلا (٧)
رأيتُ التُّقَى والحمدَ خيرَ تجارَةٍ ... رَباحًا إذا ما المَرْءُ أصْبَحَ ثَاقِلا
وهَلْ هوَ إلَاّ ما ابتَنَى في حَياتِهِ ... إذا قَذَفُوا فَوْقَ الضّريحِ الجَنادِلا
_________
(١) تُضَمَّنُ: أي تُودَع. البيض: هي الأباريق التي هيئتها كالإوز. أتأقوا: ملأوا.
(٢) الغلل: المصفاة. الرزاقي: الكتان. الكرسف: القطن. المقاول: هم الملوك والأقيال.
(٣) صفقت: أي مزجت. أرباب ربّها: أي ندماء صاحبها. العطب: القطن. واشلا: أي قاطرًا.
(٤) الخدر: الخباء. ثِنْي: هي الظبية التي ولدت بطنًا أو بطنبن والمصيفة التي ولدت بعدما كبرت. القوابل: كل ما قابلك في الوادي.
(٥) الغضيض: الفاتر. ذات السليم: اسم لموضع. ودحيضة: بلد معروفة آنذاك.
(٦) أن يراع: أي لئلا يراع. ما يبذ: أي ما يفوت. المناضل: رامي السهام.
(٧) الإهلاك: إتلاف المال.
1 / 77