فَلا تَبْغِيَنّي إنْ أخَذْتَ وَسِيقَة ً ... منَ الأرْضِ إلَاّ حيثُ تُبغى الجَعافرُ (١)
أُولئِكَ أدْنَى لي وَلاءً ونَصْرُهُمْ ... قَريبٌ، إذا ما صَدَّ عَنّي المَعَاشِرُ
متى تَعْدُ أفْراسي وَرَاءَ وَسِيقَتي ... يَصِرْ مَعْقِلَ الحَقِّ الذي هوَ صَائِرُ
فجمَّعتُها بعدَ الشتاتِ فأصْبَحَتْ ... لدَى ابنِ أسيدٍ مؤنِقاتٌ خَنَاجِرُ (٢)
هل النفس إلا متعة مستعارة؟ [الطويل]
قال لبيد يذكر من فقد من قومه ومن سادات العرب، ويتأمل في سطوة الموت وضعف الإنسان إزاءه:
أعاذِلَ قُومي فاعذُلي الآنَ أوْ ذَري ... فلَستُ وإنْ أقصرْتِ عنّي بمُقْصِرِ (٣)
أعاذِلَ لا وَاللهِ ما مِنْ سَلامَةٍ ... وَلَوْ أشفقتْ نَفْسُ الشّحيحِ المُثمِّرِ
أقي العِرْضَ بالمَالِ التِّلادِ وأشْتَري ... بهِ الحَمدَ إنَّ الطّالبَ الحمدَ مُشترِي
وكَمْ مُشترٍ من مالِهِ حُسنَ صِيِتهِ ... لأيّامِهِ في كُلِّ مَبْدىً ومَحْضَرِ (٤)
أُباهي بهِ الأكْفاءَ في كلِّ مَوْطِنٍ ... وأقضي فُرُوضَ الصَّالحينَ وَأقْتَرِي (٥)
فإمّا تَرَيْني اليَوْمَ عِندَكِ سالِمًا ... فَلستُ بأحْيا مِنْ كِلابٍ وجَعْفَرِ
وَلا منْ أبي جَزْءٍ وجارَيْ حَمُومَةٍ ... قَتيلِهِمَا والشّارِبِ المُتَقَطِّرِ
_________
(١) الوسيقة: الجماعة من الإبل.
(٢) الخناجر: جمع: خنجرة، وهي الناقة الغزيرة. مؤنقات: أي معجبات.
(٣) أقصرت: أي كففت عن العذل. مقصر: أي كاف عما تعهد فيه من خُلُقي.
(٤) الصيت: الشرف والذكر. مبدى: من البداوة ومحضر من الحضارة.
(٥) أباهي: أي أفاخر. موطن: مشهد ومقام. أقتري: أي أتتبع فعال الصالحين. أماني: أكافئ بالمال.
1 / 44