ديوان لبيد بن ربيعة العامري
الناشر
دار المعرفة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
وَصَبوحِ صافيةٍ وجذبِ كرينةٍ ... بموَتَّرٍ تأتالُهُ إبهامُهَا (١)
بادرتُ حَاجَتَهَا الدَّجَاجَ بِسُحْرَةٍ ... لأُعَلَّ منها حينَ هبَّ نيامُها (٢)
وغداةِ ريحٍ قَدْ وزعتُ وَقَرَّةٍ ... إذ أصْبَحَتْ بيدِ الشَّمالِ زمامُها (٣)
ولقَد حَمَيْتُ الحيَّ تَحملُ شِكَّتي ... فُرُطٌ، وشاحي إذْ غدوتُ لجامُها (٤)
فعَلوتُ مرتقبًا عَلى ذي هَبْوَةٍ ... حَرِجٍ إلى أعلامِهِنَّ قَتَامُها (٥)
حتى إذا ألْقَتْ يدًا في كافرٍ ... وَأجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُها (٦)
أسْهلْتُ وانْتَصَبتْ كجذعِ مُنِيفَةٍ ... جَرْدَاءَ يَحْصَرُ دونها جُرَّامُها (٧)
رَفَّعْتُهَا طَرَدَ النَّعامِ وَشَلَّهُ ... حتى إذا سَخِنَتْ وَخَفَّ عظامُها (٨)
قَلِقَتْ رِحَالَتُهَا وَأسْبَلَ نَحْرُهَا ... وابتلَّ من زَبَدِ الحمِيمِ حِزَامُهَا (٩)
_________
(١) الكرينة: ذات الكرن وهو البربط. موتر: أي ذو أوتار. تأتأله: أي تصلحه وتعمله.
(٢) الدجاج: أراد الديوك. أعُلّ: أي أشرب شربة ثانية.
(٣) وزعت: أي كففت وأزلت الجوع بالقرى. القرّة: البرد. الزمام: الأمر. بيد الشمال: أي أصبحت الريح شمالية.
(٤) حميت الحيّ: أي منعتهم. شكتي: أي سلاحي. الفُرُط: الفرس السريعة المتقدمة.
(٥) الهبوة: الغبار. المرهوبة: الأرض المخوفة. القتام: الغبار.
(٦) ألقت الشمس يدًا في كافر: أي بدأت في المغيب. عورات الثغور: المواضع التي تأتي المخافة منها.
(٧) أسهلت: أي نزلت من مرقبتي إلى السهل. انتصبت: نصبت عنقها من نشاطها ومرحها. منيفة: هي نخلة طويلة مشرفة. جرداء: انجرد عنها العسف. يحصر: أي يكلّ. جُرّامها: أي قطّاعُها.
(٨) طرد النعام: عَدْوُه. وشَلُّه: سَوْقُه. سخنت: أي حميت. خفّ عظامُها: أي أعضاؤها.
(٩) الرحالة: السرج المصنوع من جلود الشاء بأصوافها. أسبل: أي سال. الحميم: العرق.
1 / 114