البحر : وافر تام ( تغيرت المودة والاخاء
وقل الصدق وانقطع الرجاء
وأسلمني الزمان إلى صديق
كثير الغدر ليس له رعاء
ورب أخ وفيت له وفي
ولكن لا يدوم له وفاء
أخلاء إذا استغنيت عنهم
وأعداء إذا نزل البلاء
يديمون المودة ما رأوني
ويبقى الود ما بقي اللقاء
وان غنيت عن أحد قلاني
وعاقبني بما فيه اكتفاء
سيغنيني الذي أغناه عني
فلا فقر يدوم ولا ثراء
وكل مودة لله تصفو
ولا يصفو مع الفسق الإخاء
وكل جراحة فلها دواء
وسوء الخلق ليس له دواء
وليس بدائم أبدا نعيم
كذاك البؤس ليس له بقاء
صفحة ١
اذا نكرت عهدا من حميم
ففي نفسي التكرم والحياء
إذا ما رأس أهل البيت ولى
بدا لهم من الناس الجفاء
صفحة ٢
البحر : كامل تام
دع ذكرهن فما لهن وفاء
ريحث الصبا وعهودهن سواء
يكسرن قلبك ثم لا يجبرنه
وقلوبهن من الوفاء خلاء
صفحة ٣
البحر : خفيف تام
هي حالان شدة ورخاء
وسجالان نعمة وبلاء
والفتى الحاذق الاديب اذا ما
خانه الدهر لم يخنه عزاء
إن ألمت ملمة بي فإني
في الملمات صخرة صماء
عالم بالبلاء علما بأن ليس
يدوم النعيم والبلواء
صفحة ٤
البحر : وافر تام
إذا عقد القضاء عليك أمرا
فليس يحله إلا القضاء
فما لك قد أقمت بدار ذل
وأرض لله واسعة فضاء
تبلغ باليسير فكل شيىء
من الدنيا يكون له انتهاء
صفحة ٥
البحر : طويل
أمن بعد تكفين النبي ودفنه
نعيش بآلاء ونجنح للسلوى
رزئنا رسول الله حقا فلن نرى
بذلك عديلا ما حيينا من الردى
وكنت لنا كالحصن من دون أهله
له معقل حرز حريز من العدى
~ صباحا مساء راح فينا أو اغتدى
لقد غشيتنا ظلمة بعد فقدكم
نهارا وقد زادت على ظلمة الدجى
فيا خير من ضم الجوانح والحشا
ويا خير ميت ضمه الترب والثرى
كأن أمور الناس بعدك ضمنت
سفينة موج حين في البحر قد سما
وضاق فضاء الأرض عنا برحبه
لفقد رسول الله اذ قيل قد مضى
فقد نزلت بالمسلمين مصيبة ~
كصدع الصفا لا صدع للشعب في الصفا ~
صفحة ٦
فلن يستقل الناس ما حل فيهم
ولن يجبر العظم الذي منهم وهى
وفي كل وقت للصلاة يهيجها
بلال ويدعو باسمه كلما دعا
ويطلب أقوام مواريث هالك
وفينا مواريث النبوة والهدى
صفحة ٧
البحر : طويل
نصرنا رسول الله لما تدابروا
وثاب المسلمون ذوو الحجى
ضربنا غواة الناس عنه تكرما
ولما يروا قصد السبيل ولا الهدى
ولما أتانا بالهدى كان كلنا
على طاعة الرحمن والحق والتقى
صفحة ٨
البحر : وافر تام
وما طلب المعيشة بالتمني
ولكن ألق دلوك في الدلاء
تجئك بملئها يوما ويوما
تجئك بحمأة وقليل ماء
صفحة ٩
البحر : طويل
فإن كنت بالثوري ملكت أمورهم
فكيف بهذا والمشيرون غيب
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم
فغيرك أولى بالنبي وأقرب
صفحة ١٠
البحر : طويل
ألم تر قومي إذ دعاهم أخوهم
أجابوا وإن أغضب على القوم يغضبوا
هم حفظوا غيبي كما كنت حافظا
لقومي اخرى مثلها اذا تغيبوا
بنو الحرب لم تقعد بهم امهاتهم
وآباؤهم آباء صدق فأنجبوا
صفحة ١١
البحر : طويل
~ فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
فقد رفع الاسلام سلمان فارس
وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب
صفحة ١٢
البحر : وافر تام
إذا اشتملت على اليأس القلوب
وضاق بما به الصدر الرحيب
وأوطنت المكاره واستقرت
وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضر وجها
ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث
يمن به اللطيف المستجيب
وكل الحادثات اذا تناهت
فموصول بها فرج قريب
صفحة ١٣
البحر : بسيط تام
إني أقول لنفسي وهي ضيقة
وقد أناخ عليها الدهر بالعجب
صبرا على شدة الأيام إن لها
عقبى وما الصبر إلا عند ذي الحسب
سيفتح الله عن قرب بنافعة
فيها لمثلك راحات من التعب
صفحة ١٤
البحر : كامل تام
ما غاض دمعي عند نازلة
إلا جعلتك للبكا سببا
وإذا ذكرتك ميتا سفحت
عيني الدموع ففاض وانسكبا
بالسيف في نهنهة الكتائب
عضب كلون الملح في أقراب
إني أجل ثري حللت يه
عن أن أرى لسواه مكتئبا
صفحة ١٥
البحر : منسرح
فرض على الناس أن يتوبوا
لكن ترك الذنوب أوجب
والدهر في صرفه عجيب
وغفلة الناس فيه أعجب
والصبر في النائبات صعب
لكن فوت الثواب أصعب
وكل ما يرتجى قريب
والموت من كل ذاك أقرب
صفحة ١٦
البحر : رجز تام
أنا ابن ذي الحوضين عبد المطلب
وهاشم المطعم في العام السغب
أوفي بميعادي وأحمي عن حسب ~
صفحة ١٧
البحر : طويل
أبا لهب تبت يداك أبا لهب
وتبت يداها تلك حمالة الحطب
خذلت نبيا خير من وطئ الحصى
فكنت كمن باع السلامة بالعطب
ولحقت أبا جهل فأصبحت تابعا
له وكذاك الرأس يتبعه الذنب
فأصبح ذاك الأمر عارا يهيله
عليك حجيج البيت في موسم العرب
ولو كان من بعض الأعادي محمد
لحاميت عنه بالرماح وبالقضب
ولم يسلموه أويضرع حوله
رجال بلاء بالحروب ذوو حسب
صفحة ١٨
البحر : كامل تام
ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب
والناس بين مخاتل وموارب
يفشون بينهم المودة والصفا
وقلوبهم محشوة بعقارب
صفحة ١٩
البحر : طويل
ترد رداء الصبر عند النوائب
تنل من جميل الصبر حسنث العواقب
وكن صاحبا للحلم في كل مشهد
فما الحلم إلا خير خدن وصاحب
وكن حافظا عهد الصديق وراعيا
تذق من كمال الحفظ سمو المشارب
وكن شاكرا لله في كل نعمة
يثيبك على النعمى جزيل المواهب
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه
فكن طالبا في الناس أعلى المراتب
وكن طالبا للرزق من باب حلة
يضاعف عليك الرزق من كل جانب
وصن منك ماء الوجه لا تبذلنه
ولا تسأل الأرذال فضل الرغائب
وكن موجبا حق الصديق إذا أتى
اليك ببر صادق منك واجب
وكن حافظا للوالدين وناصرا
لجارك ذي التقوى وأهل التقارب
صفحة ٢٠