120

ديوان الأعشى

سائل تميما به أيام صفقتهم ،

لما أتوه أسارى كلهم ضرعا

62

وسط المشقر في عيطاء مظلمة ،

لا يستطيعون فيها ثم ممتنعا

63

لو أطعموا المن والسلوى مكانهم ،

ما أبصر الناس طعما فيهم نجعا

64

بظلمهم ، بنطاع الملك ضاحية ،

فقد حسوا بعد من أنفاسهم جرعا

65

أصابهم من عقاب الملك طائفة ،

كل تميم بما في نفسه جدعا

66

فقال للملك : سرح منهم مائة ،

رسلا من القول مخفوضا وما رفعا

67

ففك عن مائة منهم وثاقهم ،

فأصبحوا كلهم من غلة خلعا

68

بهم تقرب يوم الفصيح ضاحية ،

يرجو الإله بما سدى وما صنعا

69

وما أراد بها نعمى يثاب بها ،

إن قال كلمة معروف بها نفعا

70

فلا يرون بذاكم نعمة سبقت ،

إن قال قائلها حقا بها وسعى

71

صفحة ١٢٠