[ديوان الشنفرى]
البحر: طويل (دعيني وقولي بعد ما شئت إنني
سيغدى بنعشي مرة فأغيب
خرجنا فلم نعهد وقلت وصاتنا
ثمانية ما بعدها متعتب
سراحين فتيان كأن وجوههم
مصابيح أو لون من الماء مذهب
نمر برهو الماء صفحا وقد طوت
شمائلنا والزاد ظن مغيب
ثلاثا على الأقدام حتى سما بنا
على العوص شعشاع من القوم محرب
فثاروا إلينا في السواد فهجهجوا
وصوت فينا بالصباح المثوب
فشن عليهم هزة السيف ثابت
وصمم فيهم بالحسام المسيب
وظلت بفتيان معي أتقيهم
بهن قليلا ساعة ثم خيبوا
وقد خر منهم راجلان وفارس
كمي صرعناه وقرم مسلب
يشن إليه كل ريع وقلعة
ثمانية والقوم رجل ومقنب
صفحة ١
فلما رآنا قومنا قيل : أفلحوا
فقلنا : سألوا عن قائل لا يكذب
صفحة ٢
البحر : وافر تام
أنا السمع الأزل فلا أبالي
ولو صعبت شناخيب العقاب
ولا ظمأ يؤخرني وحر
ولا خمص يقصر من طلاب
صفحة ٣
البحر : طويل
ألا أم عمرو أجمعت ف ستقلت
وما ودعت جيرانها إذ تولت
وقد سبقتنا أم عمر وبأمرها
وكانت بأعناق المطي أظلت
بعيني ما أمست فباتت فأصبحت
فقضت أمورا ف ستقلت فولت
فوا كبدا على أميمة بعدما
طمعت ، فهبها نعمة العيش زلت
فيا جارتي وأنت غير مليمة
إذا ذكرت ولا بذات تقلت
. لقد أعجبتني لا سقوطا قناعها
إذا مشت ولا بذات تلفت
تبيت ، بعيد النوم ، تهدي غبوقها
لجارتها إذا الهدية قلت
تحل ، بمنجاة من اللوم ، بيتها
إذا ما بيوت بالمذمة حلت
كأن لها في الأرض نسيا تقصه
على أمها وإن تكلمك تبلت
. أميمة لا يخزي نثاها حليلها
إذا ذكر النسوان عفت وجلت
صفحة ٤
. إذا هو أمسى آب قرة عينه
مآب السعيد لم يسل : أين ظلت
. فدقت ، وجلت ، واسبكرت ، وأكملت
فلو جن إنسان من الحسن جنت
فبتنا كأن البيت حجر فوقنا
بريحانة ريحت عشاء وطلت
. بريحانة من بطن حلية نورت
لها أرج ما حولها غير مسنت
. وباضعة ، حمر القسي ، بعثتها
ومن يغز يغنم مرة ، ويشمت
خرجنا من الوادي الذي بين مشعل
وبين الجبا هيهات أنشأت سربتي
أمشي على الأرض التي لن تضرني
لأنكي قوما أو أصادف حمتي
أمشي على أين الغزاة وبعدها
يقربني منها رواحي وغدوتي
. وأم عيال ، قد شهدت ، تقوتهم
إذا أطعمتهم أوتحت وأقلت
. تخاف علينا العيل إن هي أكثرت
ونحن جياع أي آل تألت
صفحة ٥
مصعلكة لا يقصر الستر دونها
ولا ترتجى للبيت إن لم تبيت
لها وفضة فيها ثلاثون سيحفا
إذا نست أولى العدي قشعرت
وتأتي العدي بارزا نصف ساقها
تجول كعير العانة المتفلت
. إذا فزعوا طارت بأبيض صارم
ورامت بما في جفرها ثم سلت
حسام كلون الملح صاف حديده
جراز كأقطاع الغدير المنعت
. تراها كأذناب الحسيل صوادرا
وقد نهلت من الدماء وعلت
. قتلنا قتيلا محرما بملبد
جمار منى وسط الحجيج المصوت
. جزينا سلامان بن مفرج قرضها
بما قدمت أيديهم وأزلت
. وهنىء بي قوم وما إن هنأتهم
وأصبحت في قوم وليسوا بمنبتي
فإن تقبلوا تقبل بمن نيل منهم
وإن تدبروا فأم من نيل فتت
صفحة ٦
شفينا بعبد الله بعض غليلنا
وعوف لدى المعدى أوان استهلت
إذا ما أتتني ميتتي لم أبالها
ولم تذر خالاتي الدموع وعمتي
ألا لا تعدني إن تشكيت خلتي
شفاني بأعلى ذي البريقين عدوتي
. وإني لحلو إن أريدت حلاوتي
ومر إذا نفس العزوف ستمرت
. أبي لما يأبى سريع مباءتي
إلى كل نفس تنتحي في مسرتي
ولو لم أرم في أهل بيتي قاعدا
أتتني إذن بين العمودين حمتي
صفحة ٧
البحر : طويل
وكف فتى لم يعرف السلخ قبلها
تجور يداه في الإهاب وتخرج
صفحة ٨
البحر : طويل
ومستبسل ضافي القميص ضممته
بأزرق لانكس ولا متعوج
عليه نساري على خوط نبعة
وفوق كعرقوب القطاة مدحرج
وقاربت من كفي ثم نزعتها
بنزع إذا ما استكره النزع محلج
فصاحت بكفي صيحة ثم راجعت
أنين المريض ذي الجراح المشجج
صفحة ٩
البحر : طويل
كأن قد فلا يغررك مني تمكثي
سلكت طريقا بين يربغ فالسرد
وإني زعيم أن ألف عجاجتي
على ذي كساء ، من سلامان ، أو برد
وأمشي لدى العصداء أبغي سراتهم
وأسلك خلا بين أرفاغ والسرد
هم عرفوني ناشئا ذا مخيلة
أمشي خلال الدار كالأسد الورد
كأني إذا لم أمس في دار خالد
بتيماء لا أهدى سبيلا ولا أهدي
صفحة ١٠
البحر : كامل تام
لا تحسبيني مثل من هو قاعد
على عثة أو واثق بكساد
إذا نفلتت مني جواد كريمة ~
صفحة ١١
البحر : طويل
أضعتم أبي إذ قال شق وساده
على جنف قد ضاع من لم يوسد
فإن تطعنوا الشيخ الذي لم تفوقوا
منيته وغبت إذ لم أشهد
فطعنة خلس منكم قد تركتها
تمج على أقطارها سم أسود
صفحة ١٢
البحر : طويل
ونائحة أوحيت في الصبح سمعها
فريع فؤادي وآشمأز وأنكرا
فخفضت جأشي ثم قلت : حمامة
دعت ساق حر في حمام تنفرا
ومقرونة شمالها بيمينها
أجنب بزي ماؤها قد تعصرا
ونعل كأشلاء السمانى تركتها
على جنب مور كالنحيزة أغبرا
فإن لا تزرني حتفتي أو تلاقني
أمش بدهر أو عداف فنورا
أمشي بأطراف الحماط وتارة
ينفض رجلي بسبطا فعصنصرا
أبغي بني صعب بن مر بلادهم
وسوف ألاقيهم إن الله أخرا
ويوما بذات الرس أو بطن منجل
هنالك نبغي القاصي المتغورا
صفحة ١٣
البحر : طويل
لا تقبروني إن قبري محرم
عليكم ولكن أبشري أم عامر
إذا حتملوا رأسي وفي الرأس أكثري
وغودر عند الملتقى ثم سائري
هنالك لاأرجو حياة تسرني
سجيس الليالي مبسلا بالجرائر
لقلت لها قد كان ذلك مرة
ولست على ما قد عهدت بقادر
صفحة ١٤
البحر : رجز تام
أونس ريح الموت في المكاسر ~
. . . . . . . . . من أمم نهابر ~
صفحة ١٥
البحر : طويل
قتيلا فخار أنتماإ ن قتلتما
بجنب دحيس أو تبالة تسمعا
صفحة ١٦
البحر : متقارب تام
ليس لوالدة همها
ولا قيلها لابنها دعدع
تطوف وتحذر أحواله
وغيرك أملك بالمصرع
صفحة ١٧
البحر : طويل
بكفي منها للبغيض عراضة ومرقبة عنقاء يقصر دونها
أخو الضروة الرجل الحفي المخفف
نعبت إلى أدنى ذراها وقد دنا
من الليل ملتف الحديقة أسدف
فبت على حد الذراعين مجذيا
كما يتطوى الأرقم المتعطف
وليس جهازي غير نعلين أسحقت
صدورهما مخصورة لا تخصف
وضنية ؟ جرد وإخلاق ريطة
إذا أنهجت من جانب لا تكفف
وأبيض من ماء الحديد مهند
مجذ لأطراف السواعد مقطف
وحمراء من نبع أبي ظهيرة
ترن كإرنان الشجي وتهيف
إذا آل فيها النزع تأبى بعجسها
وترمي بذرويها بهن فتقذف
كأن حفيف النبل من فوق عجسها
عوازب نحل أخطأ الغار مطنف
نأت أم قيس المربعين كليهما
وتحذر أن ينأى بها المتصيف
صفحة ١٨
وإنك لو تدرين أن رب مشرب
مخوف كداء البطن أو هو أخوف
وردت بمأثور يمان وضالة
تخيرتها مما أريش وأرصف
أركبها في كل أحمر غاثر
وأنسج للولدان ما هو مقرف
وتابعت فيه البري حتى تركته
يرن إذا أنقذته ويزفزف
بكفي منها للبغيض عراضة
إذا بعت خلا ما له متعرف
وواد بعيد العمق ضنك جماعه
مراصد أيم قانت الرأس أخوف
وحوش موى ؟ زاد الذئاب مضلة
بواطنه للجن والأسد مألف
تعسفت منه بعد ما سقط الندى
غماليل يخشى عيلها المتعسف
وآب إذا أجرى الجبان وظنه
فلي حيث يخشى أن يجاوز محشف
وإن مرأ قد جار سعد بن مالك
علي وأثواب الأقيصر يعنف
صفحة ١٩
البحر : كامل تام
يا صاحبي هل الجذار مسلمي
أو هل لحتف منية من مصرف
إني لأعلم أن حتفي في التي
أخشى لدى الشرب القليل المنزف
صفحة ٢٠