ويزجي عذارى بطولاته ... فيشح الجرح والسؤددا
ويغشى على الظلم أبراجه ... فيزري به وبما شيذدا
ويكسر في مف طاغي لبحمى ... حساما بأكباده مغمدا
وتندى خطاه دما فائرا ... يذيب دما كاد أن يجمدا
ويلقي على كل درب فتى ... دعته المروءات فاستشهدا
يدني إلى الموت حكما يخوض ... من العار مستنقعا أسودا
ويجتر أذيال " جنكيزخان " ... ويقتات أحلامه الشردا
ويحدو ركاب الظلام الأثيم ... فيبلغ الصمت رجع الحدا
ويحسو النجيع ولا يرتوي ... فيطغى ؛ ويستعذب الموردا
رأى الشعب صيدا فأنحى عليه ... وراض مخالبه واعتدى
فهل ترتجيه ؟ ومن يرتجي ... من الوحش إصلاح ما أفسدا ؟
وهل تجتدي ملكا شره ... سخي اليدين ... عميم الجدا ؟
وحكما عجوزا حناه المشيب ... وما زال طغيانه أمردا
تربى على الوحل من بدئه ... وشاخ على الوحل حيث ابتدا
فماذا يرى اليوم ؟ جيلا يمور ... ويهتف " لا عاش حكم العدا "
***
زحفنا إلى النصر زحف اللهيب ... وعربد إصرارنا عربدا
ودسنا إليه عيون الخطوب ... وأهدابها كشفار المدى
طلعنا على موجات الظلام ... كأعمدة الفجر نهدي الهدى
ونرمي الضحايا ونسقي الحقول ... دما يبعث الموسم الأرغدا
لنا موعهد من وراء الجراح ... وها نحن نستنجز الموعدا
وهل يورق النصر إلا إذا ... سقى دمنا روضه الأجردا
أفقنا فشبت جراحاتنا ... سعيرا على الذل لن يخمدا
رفعنا الرؤوس كأن النجوم ... تخر لأهدابنا سجدا
وسرنا نشق جفون الصباح ... وننضج في مقلتيه الندى
فضج الذئاب ، من الطافرون ؟ ... وكيف ؟ ومن أيقظ الهجذدا
وكيف استثار علينا القطيع ؟ ... ومن ذا هداه ؟ وكيف اهتدى ؟
هنا موكب أبرقت سحبه ... علينا وحشد هنا أرعدا
وهز القصور فمادت بنا ... وأشغل من تحتنا المرقدا
وكادت جوانحنا الواجفات ... من الذعر أن تلفظ الأكبدا
***
صفحة ٦٦